فلسفه هندی: مقدمهای بسیار کوتاه
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرها
أما المفكرون الأصوليون الآخرون، الذين اتبعوا منهج بادارايانا واستعانوا بتلخيصه لكتابات الأوبانيشاد في «براهما سوترا»؛ فقد رأوا تعاليم الفيدا في سياق ضرورة اكتساب المعرفة المتعلقة بجوهر الكون، براهمان، بدلا من أداء طقوس القرابين. ويوجد دليل على سلالة طويلة من هؤلاء المفكرين الذين يطلق عليهم المفكرون «الفيدانتيون» (كتابات الأوبانيشاد هي فيدانتا، أو «نهاية الفيدا»). إلا أن أكثرهم تأثيرا كان شانكارا، الذي عاش في القرن الثامن الميلادي، وجمع فكر فيدانتا على نحو منظم بقدر يكفي للاشتراك في الجدل الهجومي الجاد ضد الآخرين. وكان أبرز أعمال شانكارا تعليقه على «براهما سوترا» لصاحبها بادارايانا، مفسرا ما رأى أنه تأويل قاطع لرسالة الأوبانيشاد. أما أهم أعماله التي لا تنتمي لفئة التعليقات فهو «أوباديشا ساهاسري»؛ أي «التعاليم الألف». واستخدم شانكارا «براهما سوترا» وكتابات الأوبانيشاد نفسها و«بهاجافاد جيتا» كثلاثة نصوص رئيسية، وسعى هذا العمل التأويلي إلى تقديم تعاليم هذه المصادر الثلاثة في هيئة موحدة، يطلق عليها «الأساس الثلاثي» للحقيقة المكشوفة.
ولفهم موقف شانكارا من أدفايتا فيدانتا، ذلك التفسير «غير المثنوي» للوجودية المعبر عنها على نحو أساسي في كتابات الأوبانيشاد، يمكن أن تكون نقطة انطلاقنا هي هذه الفقرة من «تشاندوجيا أوبانيشاد»، التي تقول:
في البداية، كان هذا الكون مجرد وجود [أي براهمان] - واحد فقط، دون ثان - وقال لنفسه: «لأصبح متعددا؛ لأضاعف نفسي.» «تشاندوجيا أوبانيشاد»، المجلد 6
بالإضافة إلى:
من خلال قطعة صلصال واحدة فحسب، يمكن معرفة كل شيء مصنوع من الصلصال؛ فأية تعديلات هي مجرد فروق لفظية، أسماء؛ فالحقيقة هي فقط الصلصال. «تشاندوجيا أوبانيشاد»، المجلد 6
هاتان الفقرتان تثبتان نقطتين أساسيتين بالنسبة لشانكارا؛ أولاهما: وجود كون غير مثنوي، كون واحدي، جوهره البراهمان، وثانيتهما: حقيقة أن كل أشكال التغيير ظاهرية فقط ؛ فالبراهمان لا يتغير في واقع الأمر. وهذا النوع من الواحدية هو شكل من أشكال «النتيجة الموجودة مسبقا في المسبب» («ساتكاريافادا») يختلف عما رأيناه في سياق سانكيا في الفصل السابع. وفي هذا الصدد، لا تتضمن النتيجة أية تحولات فعليه في المسبب المادي، لكنه مجرد تجل ظاهر للتعددية. ويطلق على هذا «فيفارتا فادا»: «التجلي» عن طريق المظهر.
ورغم ذلك، بذل شانكارا قصارى جهده لإثبات أن مظهر التعددية لديه حقيقة اصطلاحية حتى وإن لم تكن حقيقية على نحو مطلق. وقدم «نوعين من الحقيقة» - حقيقة اصطلاحية وحقيقة مطلقة - وأثناء فعل ذلك جعل نفسه عرضة لاتهام الآخرين له بأنه «بوذي مستتر». وأنكر شانكارا هذه الاتهامات إنكارا قاطعا، واستنكر مبدأ الخواء ومبدأ عدم الجوهرية اللذين تقول بهما البوذية، وأعلن أن الحقيقة الأساسية للبراهمان، جوهر «تشاندوجيا أوبانيشاد»، هي المادة المكونة للكون. وقال شانكارا إن معرفة البراهمان الموجود هي الهدف التجريبي المطلق للإنسان وليس (فقط) معرفة عدم واقعية العالم التجريبي المؤسس بناء على الإدراك.
عدم ثنائية شانكارا
إن تأويلات «أدفايتا» المتعلقة بمدرسة أدفايتا فيدانتا لصاحبها شانكارا تمثل تفسيرا لكتابات الأوبانيشاد، ذلك التفسير الذي يقدم وجودية «غير ثنائية» أو وجودية واحدية؛ فكل شيء براهمان، ومن هذا المنطلق فإن ذات المرء، أتمان، هي أيضا براهمان. ومن هنا جاء التعبير الشهير: «أتمان هي براهمان.» وبالنسبة لشانكارا، فإن براهمان هو جوهر مطلق غير متغير. وكل أشكال التعددية هي ظاهرية فحسب، وليست فعلية. ورغم ذلك، فهذا لا يعني أنه من الصحيح قول إن تعددية العالم التجريبي هي تعددية غير واقعية أو غير موجودة على الإطلاق، بل هي واقعية «تقليدية» فحسب. ومن التشبيهات شائعة الاقتباس ذلك التشبيه المتعلق برؤية ثعبان في حين أنه حبل ملفوف في واقع الأمر. إن الرؤية المزيفة «حقيقية» بالنسبة لنا عند حدوثها، ولها آثار «حقيقية» علينا، إلا أن الحبل الملفوف ظل كما هو لم يتغير، ويمكن إدراكه على النحو «الأكثر واقعية» عند إدراك طبيعة الإدراك الزائف. ويوجد تشبيه آخر مرتبط على نحو أكثر تحديدا بالذات باعتبارها جزءا من البراهمان غير المتغير، وهذا التشبيه على النحو التالي: ... إن فكرة أن الذات تتعرض للميلاد المتكرر والتغيير تشابه التجربة «الزائفة» التي يشهدها المرء عند الانتقال عبر النهر في قارب ويعتقد أن الأشجار الموجودة على الضفة تتحرك. ومثلما تبدو الأشجار متحركة على الجانب المقابل للشخص الموجود في القارب، يبدو أن الذات أيضا تولد مرات متكررة. «أوباديشا ساهاسري»، المجلد 5
وانتقد شانكارا بشدة ثنائية سانكيا، واصفا إياها بالزائفة، واستطرد قائلا إن الواقعية التعددية التي قال بها مفكرو نيايا وميمانسا نشأت عن اعتقادهم على نحو خاطئ أن التعددية التقليدية هي الحقيقة المطلقة. علاوة على ذلك، فإن كل هذه المواقف الخاطئة تتعارض مع التفسير الصحيح للأوبانيشاد (أي تفسير شانكارا)؛ وأيا كانت الحجج التي قد يسوقها الآخرون دعما لموقفهم، سواء كانت منطقية أو غير منطقية، فكلها تصبح غير صحيحة في مواجهة تفسير شانكارا لكتابات الأوبانيشاد.
صفحه نامشخص