فلسفه هندی: مقدمهای بسیار کوتاه
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرها
يمتلك الهواء الملمس (بالإضافة إلى الحركة).
لا يمتلك الأثير صفة قابلة للإدراك. «فايشيشيكا سوترا»، المجلد 2 (فقرة معادة الصياغة) «علم الوجود في فايشيشيكا» يتسم بواقعية تعددية؛ فهو يقسم المكونات الأساسية للواقع إلى سبع «فئات» هي: المادة، والصفة، والفعل، والخصائص العامة، والخصائص الخاصة، وعلاقة التأصل، والغياب أو النفي. «المادة» تنقسم بدورها إلى تسعة أنواع مختلفة من «الذرات» هي: الأرض والماء والنار والهواء والأثير والمكان والزمان والذات والعقل.
تعد الأرض والماء والنار والهواء ذرات «مواد مادية»، أما المكان والزمان والذات والعقل فهي ذرات «مواد غير مادية»، وكل الذرات أبدية.
تتجمع ذرات الأرض والماء والنار والهواء معا لتكوين أشياء قابلة للإدراك، بالاشتراك مع ذرة أو أكثر من أنواع الذرات الأخرى في حالة كون ذلك مناسبا. وذرات الأثير والزمان والمكان والذات والعقل بالإضافة لكونها أبدية، فإنها منتشرة في كل مكان. أما العقل فهو ذري فقط في حجمه ، وترتبط ذرة العقل الواحدة بذرة ذات واحدة في كل إنسان على حدة. «المادة» هي الفئة الأهم؛ لأن الفئات الأخرى لا تتحقق إلا من خلال علاقتها بالمادة.
يوجد 24 «صفة»، و5 أنواع من «الفعل»، «متأصلة» في «المواد». وكل حدوث فردي «للمادة» هو مثال «خاص» على شيء «عام». «الغياب» يسمح بإدراك أن أنواعا مختلفة من النفي، أو عدم الحضور، أو عدم الوجود، تعد جزءا من الواقع.
وعلى الرغم من أن الأثير لا يمتلك صفة قابلة للإدراك، فإن صفته الأساسية هي أنه الوسط الذي ينتقل من خلاله الصوت، على سبيل المثال، ويصل إلى الحواس. وبهذه الطريقة يعتبر مادة في حد ذاته.
تحدث كل المواد في شكل ذري، وتكون كل ذرة أبدية وغير قابلة للتدمير، وعند اندماج تلك الذرات بنسب متباينة تنتج تلك الذرات كافة الأشياء المختلفة الموجودة في الكون، والتي بدورها تكون منتهية ويمكن تحليلها إلى ذراتها المكونة لها. وعلى النقيض من ذرات الأرض والماء والنار والهواء التي تكون المادة المادية، فإن ذرات الأثير والمكان والزمان والذات والعقل غير مادية. ومن بين تلك المواد غير المادية الخمس، يعد العقل شيئا خاصا بكل ذات فردية، وهو نفسه ذو حجم ذري، بينما المواد الأربع المتبقية، بالإضافة إلى كونها أبدية، فإنها مواد كلية الوجود، موجودة في كل مكان وزمان.
وتتضح تعددية الذوات في التجسيد المتعدد لصفة الوعي (أو المعرفة)، وكل ذات تتسم بعدة صفات هي: الرغبة، والنفور، والمتعة، والألم، والجهد. أما الدور الذي يلعبه العقل، والذي يستنتج وجوده من نشاطه، فهو معالجة المعلومات الحسية؛ ويعد هذا الدور مهما أيضا في السماح بإدراك الذات على نحو داخلي. وهذا الفصل الواضح بين الذات والعقل شائع في الفكر الهندي.
عند استعراض فئة المادة، أشرنا بالفعل إلى أمثلة من الفئة الثانية في القائمة وهي فئة الصفة. والصفات يمكن أن توجد فقط في المواد، ولا يمكن أن توجد مستقلة بذاتها. وتوجد ما بين 17 و24 صفة مدونة في نصوص مختلفة من نصوص فلسفة فايشيشيكا، وتنقسم تلك الصفات إلى صفات يمكن أن توجد في المواد المادية ، وصفات يمكن أن توجد في الأشياء غير المادية، وصفات يمكن أن توجد في كلتيهما. وعلى هذا، فاللون والمذاق والرائحة والملمس والميوعة والصلابة، على سبيل المثال، توجد في المواد المادية المتمثلة في الأرض والماء والنار والهواء، والصفات المتمثلة في الإدراك والسعادة والتعاسة والرغبة والنفور توجد فقط في الأشياء غير المادية، والعدد والحجم والارتباط على سبيل المثال توجد في أية مادة. وفي بعض الأحيان يلزم وجود أكثر من مادة لتأصل صفة معينة، مثل الارتباط والغيرية والعدد الدال على الجمع.
وتكمن أهمية الصفات في أنها تميز المواد بطريقة تجعلنا نميز المادة باعتبارها هذا الشيء أو ذاك، وبدون الصفات لن يمكن تمييز المادة على النحو الذي نعرف به العالم. وعلى هذا النحو، فالمادة دائما ما تتسم بصفة واحدة على الأقل متأصلة فيها، وهذا التأصل في حد ذاته هو فئة أخرى في مخطط فايشيشيكا، ويمثل ما يمكن أن نطلق عليه نوعا من «الصمغ» بين فئتين أخريين، بدونه لا تتمكن هاتان الفئتان من الوجود على نحو مستقل. ويوجد مثال يذكر في الغالب لتوضيح هذه الفكرة؛ وذلك المثال يتمثل في استحالة وجود صفة «اللون» من تلقاء نفسها، أو استحالة حدوث المادة المركبة المتمثلة في «الزهرة» دون وجود صفة اللون. وعلى هذا النحو، إذا تناولنا زهرة حمراء في هذه الحالة، فسنجد أن اللون الأحمر متأصل بالضرورة كصفة في مادة الزهرة. وعلى الرغم من أن هذه العلاقة حتمية، فإن الصفة (اللون في هذه الحالة) والمادة (الزهرة في هذه الحالة)، بالإضافة إلى التأصل؛ هي سمات من سمات الواقع منفصلة من الناحية الفئوية. ويمكن استخدام اللون الأحمر أيضا لتوضيح فئة الخصائص العامة والخصائص الخاصة؛ فاللون الأحمر المتأصل في إحدى الزهور الحمراء يعد مثالا خاصا على «الحمرة» العامة. والخاصية العامة يمكن أن يشترك فيها أي عدد من الأشياء الخاصة، وخصوصية الحدوث الفردي للخاصية العامة هي ما تميز إحدى الزهور مثلا من غيرها. بالإضافة إلى ذلك، فإنه فقط من خلال الخصائص الخاصة يمكن ظهور الخصائص العامة. بل إن الذرات الفردية المتماثلة من الناحية الوجودية، على نحو يتراوح بين كل ذرات الأرض وكل ذرات الذوات، تتمايز بالخصائص الخاصة في هذا المخطط التعددي إلى حد جذري؛ وعلى الرغم من تماثلها من الناحية الفئوية، وتشاركها في الخصائص العامة المشتركة، فإن كل ذرة تعد فريدة إلى حد ما، وهذا التفرد يصنف على نحو منفصل بأنه خصوصية تلك الذرة. وتكمن أهمية الخصائص العامة في أنه بدونها لن يوجد سبيل لمعرفة تلك الخصائص المعينة؛ فعلى سبيل المثال، تتشارك كل الزهور في الهوية الزهرية المشتركة (أي كونها زهرة)، وعلى هذا النحو، فعلى الرغم من أن كلا منها له ذات خاصة، فكلها في واقع الأمر زهور.
صفحه نامشخص