171

فلک دایر

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

ویرایشگر

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

ناشر

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

محل انتشار

الفجالة - القاهرة

واعلم أنه قد أخل في أقسام التصريع بقسمين آخرين: أحدهما أن يكون معنى المصراع الأول مباينا لمعنى المصراع الثاني بالكلية، لا رابطة بينهما، كقول المتنبي:
جللا كما أبى فليك التبريح ... أغذاء ذا الرشا الأغن الشيح؟ ١
فإنه لا مناسبة بين صدر البيت وعجزه، وإن ثبت أن بينهما مناسبة كما قد تكلفه قوم فما الغرض المثال، وإنما الغرض التمثيل.
وهذا غير القسم الأول الذي ذكره المصنف، لأن قوله: "وإن كنت قد أزمعت هجري فأجملي" له ارتباط معنوي في الجملة بقوله: "أفاطم مهلا" وتقدير الكلام إن كان صدك دلالا فأمهلي منه، وإن كنت قد أزمعت الهجر والقطيعة بالكلية فأجملي من ذلك.
والقسم الثاني التصريع في العروض بحركة تخالف حركة الضرب، نحو أن يكون أحدهما بالرفع والآخر بالجر، كقول أبي نواس:
اختصم الحسن والجمال ... فيك فصارا إلى جدال
وهذا يخالف القسم السابع الذي ذكره المصنف، لأن ذاك اختلاف الحرفين، وهذا اختلاف الحركتين.

١ مطلع قصيدته في مدح مساور بن محمد الرومي.
الديوان ١/ ١٦٤ ومنه أصلحنا البيت.
الحل: الأمر العظيم. التبريح: الجهد والشدة. الرشأ. ولد الظبية. الشح: نبات طيب الرائحة.

4 / 185