161

فلک دایر

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

ویرایشگر

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

ناشر

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

محل انتشار

الفجالة - القاهرة

قال: فوصف الوجه بالظرف، والظرف من صفات النطق خاصة، وليس كما يتوهمه العامة من حسن الصورة ودماثة الأخلاق١.
أقول: إن هذا الذي ذكره قد قاله كثير من الناس، وقال كثير من الناس غير ذلك، فإن صاحب ديوان الأدب قال: الظرف الكياسة، ولم يزد على ذلك، وهكذا قال صاحب الصحاح. ومعلوم أن الكياسة لا تكون راجعة إلى النطق اللساني خاصة، وعلى كل الأحوال فأبو نواس لم يغلط؛ لأن أداة الظرف وهي اللسان على ما يريده جزء من أجزاء الوجه، فإذا قال الجمال إن وجه هذا الممدوح لي؛ لأنه محل الظرف، ومحل آلة الشيء محل الشيء، كما يقال: الرأس محل الشم والذوق؛ لأنه محل آلتيهما٢.
٥٢- قال المصنف: وقد غلط أبو تمام في قوله:
ودماثة الخلق التي لو مازجت ... خلق الزمان الفدم عاد ظريفا
فوصف الخلق بالظرف، والظرف يختص باللسان والنطق٣. أقول:

١ عبارة ابن الأثير: فأبو نواس غلط ههنا في أنه وصف الوجه بالظرف، وهو من صفات النطق، وأبو تمام غلط في أنه وصف الخلق بالظرف، وهو من صفات النطق أيضا، إلا أن هذا غلط لا يوجب في هذه اللفظة قبحا، لكنه جهل بمعرفة أصلها في وضع اللغة.
٢ يظهر أن في العبارة سقطا لأن جواب إذا لم يتم.
٣ المثل السائر ١/ ٢٥٧.
من قصيدة لأبي تمام في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف، وقبل البيت قوله:
لك هضبة الحلم التي لو وازنت ... أجأ إذن ثقلت وكان خفيفا
والبيت بالديوان هكذا:
وحلاوة الشيم التي لو مازجت ... خلق الزمان الفدم عاد ظريفا
"ديوان أبي تمام ٣٠٩".

4 / 175