المعاصي والعبد يطلب من الله ما يدعوه وإذا كان الأمر كذلك فان لسان الحال يقول للعبد عن الله جل جلاله انا أطالبك بما هو لي وهو التوبة وأنت تطالبني بما ليس لك في دعائك فإذا كان ما تعطيني ما اطلب منك وهو لي فكيف تتعجب إذا منعتك ما تطلبه منى في دعائك مما ليس لك عقوبة على منعك ما طلبته منك.
وبيان قول الصادق عليه السلام عن قول الله جل جلاله لو كسبتم من حله وأنفقتم في حقه لأخلفه عليكم لان العبد إذا كسب لأجل شهوة نفسه ولم يكن قصد ذلك معاملة الله جل جلاله بالكسب ولا الانفاق فليس العبد خلص من عقوبة ذلك وانما لو كان قد كسب لله جل جلاله وأنفق لله جل جلاله كان ضمانه على الله جل جلاله.
الفصل الثامن فيما نذكره من الفوائد بالمحافظة على الاكثار من المناجاة وفضيلة الدعاء للاخوان بظهر الغيب ولائمة النجاة يقول السيد العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس وفقه الله لما يريد منه ويرضى به عنه.
انى رأيت من فوائد المحافظة على المناجاة ان ذكر الله جل جلاله يصير أغلب على العقل فيصير سببا لانس العبد بالرب ويشتغل به عن الخواطر الدنيوية والأسباب الردية فيكون ذلك داعيا إلى المراقبة لمولاه والسلامة من المجانبة والظفر برضاه.
ورأيت من فوائد المحافظة على المناجاة ان العبد يستدل بها
صفحه ۴۰