ولو كانت من مهماتك في دار الفناء أو لدفع أعظم البلاء فإنك أيها العبد لو عرفته جل جلاله على اليقين عرفت ان اشتغالك بحفظ حرمته وحق رحمته أبلغ فيما تريه من اجابته ومساعدته.
كما روينا باسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله عز وجل يقول من شغل بذكرى عن مسئلتي أعطيته أفضل ما اعطى من سئلني.
أقول انا اما عرفت هذا المقام عن أهل القدوة من أئمة الاسلام ان النبي عليه أفضل السلام قال أفضل الدعاء دعائي ودعاء الأنبياء قبلي ثم ذكر تهليلا وتمجيدا وتحميدا فقيل له ما معناه أين هذا من الدعاء فقال صلوات الله عليه وعلى آله وعلى من تقدم وتأخر عنه من الأصفياء ما معناه فأيما اعرف بمراد الداعي والسائل وأكمل في طلب الفضائل (1) الله جل جلاله أو عبد الله بن جذعان حيث مدحه أمية بن أبي الصلت فقال:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني * حياؤك ان شيمتك الحياء إذا اثنى عليك المرء يوما * كفاه من تعرضه الثناء قلت انا فجعل المادح على ثناه على الممدوح يكفي في قضاء حاجته فالله جل جلاله أحق بذلك لكمال جوده ورحمته فإذا رأيت قلبك وعقلك ونفسك بين يدي الله جل جلاله على هذه الصفات عند الضراعات فاعلم انك في حضرة وجوده وجوده فيالها من عنايات ومفتاح سعادات وتعجيل إجابات وإذا رأيت قلبك غافلا وعقلك ذاهلا ووجدت نفسك لها عن الله جل جلاله شغلا شاغلا وكأنك تدعو ولست بحضرة أحد على اليقين
صفحه ۳۲