الفصل الخامس فيما نذكره من أن الدعاء ومناجاة الرحمن أفضل من تلاوة كلام الله جل جلاله العظيم الشأن فمن ذلك ما رواه الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى وفضالة بن معوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام رجلان افتتحا الصلاة في ساعة واحدة فتلا هذا من القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه ودعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلاوته ثم انصرفا في ساعة واحدة أيهما أفضل فقال كل فيه فضل كل حسن قال قلت قد علمت أن كلا حسن وان كلا فيه فضل فقال الدعاء أفضل اما سمعت قول الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين هي والله العبادة أليست هي العبادة هي والله العبادة هي والله العبادة أليست أشدهن هي والله أشدهن والله أشدهن.
ومن ذلك ما رواه الحسين بن محبوب السراد يرفعه إلى أبي جعفر عليه السلام انه سئل أيهما أفضل في الصلاة كثرة القراءة أو طول اللبث في الركوع والسجود فقال كثرة اللبث في الركوع والسجود اما تسمع لقول الله تعالى فاقرأوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة انما عنى بإقامة الصلاة طول اللبث في الركوع والسجود قال قلت فأيهما أفضل كثرة القراءة أو كثرة الدعاء فقال كثرة الدعاء اما تسمع لقوله تعالى قل ما يعبؤا بكم ربى لولا دعاؤكم.
صفحه ۳۰