Faith in the Hereafter and Its Impact on the Individual and Society
الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع
ژانرها
وفي حديث أم المؤمنين عائشة ﵂ قالت: كان رجال من الأعراب يأتون النبي ﷺ -فيسألونه عن الساعة، فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: «إنْ يَعِشْ هَذَا لا يُدْرِكْهُ الهَرَمُ، حتَّى تقُومَ عَليْكُمْ سَاعتُكم «(^١)
قال الإمام ابن كثير ﵀: "والمراد انخرام قرنهم ودخولهم في عالم الآخرة فإن كل من مات فقد دخل في حكم الآخرة، فبعض الناس يقول: من مات فقد قامت قيامته، وهذا الكلام بهذا المعنى صحيح " (^٢).
ومما يؤكد هذا المعنى قول الإمام ابن القيم ﵀: "إن الموت معاد وبعث أول، فإن الله تعالى جعل لابن آدم معادين وبعثين، يجزي فيهما الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي الذين آمنوا بالحسنى، فالبعث الأول مفارقة الروح للبدن ومصيرها إلى دار الجزاء الأول " (^٣)
ومما ذُكر يتبين أن القيامة صغرى وكبرى، ولكن مدلول اليوم الآخر في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تدلان على المعنى المتبادر إلى الذهن وهو يوم القيامة يوم الحساب والجزاء، ولذا قال العلامة الحليمي ﵀: "وما بينهما لا من الدنيا ولا من الآخرة، وهو البرزخ" (^٤).
وبعد هذا البيان يرد تساؤل حول المفهوم العام لليوم الآخر:
هل هو خاص بما ذكرناه وأشرنا إليه: من أنه يبدأ من النفخة الثانية، إلى الاستقرار في الجنة أو النار، أو هو شامل لما قبل ذلك مما يكون بعد الموت من أحداث؟!
_________
(^١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقائق ح (٦٥١١)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفتن ح ... (٢٩٥٢).
(^٢) ابن كثير: النهاية في الفتن والملاحم (١/ ٢٨).
(^٣) ابن القيم: الروح ص (٧٤).
(^٤) الحليمي: مختصر شعب الإيمان، اختصره: علي الشربجي، ومحيي الدين نجيب ص (٧٦)
1 / 41