Faith Between the Salaf and the Theologians

Ahmad ibn Atiyah Al-Ghamdi d. 1432 AH
148

Faith Between the Salaf and the Theologians

الإيمان بين السلف والمتكلمين

ناشر

مكتبة العلوم والحكم،المدينة المنورة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

في مسألة زيادة الإيمان ونقصه لفظي - في نظري غير صحيح، لأن ثمة من قال بأن الإيمان هو التصديق، ومع ذلك قال إن الإيمان يزيد وينقص بحسب ذاته أي التصديق نفسه يزيد وينقص، وبحسب متعلقه وهي أفراد ما جاء به الرسول ﷺ مما يجب التصديق به. وممن قال بأن الخلاف في زيادة الإيمان ونقصه لفظي الإمام أبو حامد الغزالي ١. على أنني أحب أن أنبه هنا إلى أنهم لا يقصدون بقولهم: إن الخلاف لفظي أن الآراء ترجع إلى رأي واحد إما القول بالزيادة والنقصان أو عدمهما على تعددها، بل المقصود أن الرأي في ذلك فرع عن الرأي في حقيقة الإيمان. ثم إن عضد الدين الإيجي صاحب «المواقف»، رجح القول بأن الإيمان يزيد وينقص حتى وإن كان التصديق وحده حيث قال: والحق أن التصديق يقبل الزيادة والنقصان لوجهين: أي بحسب الذات وبحسب التعلق. الأول: القوة والضعف من التصديق من الكيفيات النفسانية المتفاوتة قوة وضعفًا. الثاني: من وجهَي التفاوت - أعني ما هو بحسب المتعلق - أن يقال: التصديق التفصيلي في أفراد ما علم مجيئه به جزء من الإيمان يثاب عليه ثوابه على تصديقه بالإجمال، يعني أن أفراد ما جاء به متعددة وداخلة في التصديق الإجمالي. فإذا علم واحدًا منها بخصوصه وصدق به، كان هذا تصديقًا مغايرًا لذلك التصديق المجمل، وجزءًا من الإيمان. ولا شك أن التصديقات التفصيلية تقبل الزيادة فكذلك الإيمان، والنصوص كنحو قوله تعالى: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾ دالة على قبوله لهما - أي قبول الإيمان للزيادة والنقصان - بالوجه الثاني، كما أن نص قوله

١ انظر: الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي، تحقيق الدكتور عادل العوا، ص٢٠٨، ط١ بدار الأمانة، بيروت، سنة ١٣٨٨هـ ـ١٩٦٩م.

1 / 165