وها أنا عجلت في هذه العجالة بذكر أسانيدي واتصالاتي بنحو الاثني عشر مائة ثبت من أثبات أهل المشرق والمغرب مرتبا لها على حروف المعجم اقتداء بإمام الإسلام وشيخه البخاري صاحب الصحيح فإنه أول من رتب أسماء الرواة والأعلام على الحروف كما للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه الرد الوافر فأذكر في كل حرف اسم المفهرس تحت أول حرف من اسمه إن كانت شهرته باسمه أكثر وإن كان لثبته اسم خصوصي يعرف به ذكرته في حرف أول اسم الفهرس وإن كان الثبت لا يعرف باسم خاص بل بعنوان عمومي كفهرس أو مشيخة أو معجم أو مسلسلات ذكرته تحت أول حرف اسمه العام وإن كان صاحب الفهرس عرف بأبيه أو جده أو لقبه أو نسبته مثلا ذكرته في حرف أول اسمه أو نسبته أو اسم أبيه أو جده المشهور به كابن عبد البر تجده في حرف العين مثلا وابن حجر تجده في حرف الحاء لا في حرف الألف وإن كان اسمه أحمد بن علي بن حجر وكالسيوطي والسخاوي تجدهما في حرف السين والشعراني والشوكاني تجدهما في حرف الشين تسهيلا على من لا يستحضر اسمه ويريد الكشف عن ثبته واسناده وإن ذكرت الثبت في حرف اسم صاحبه أو لقبه أعدت ذكره في أول حرف ثبته إن كان له اسم مع إيضاح محل الإحالة لذكره مفصلا كل ذلك تسهيلا للمطالع والبحاث المراجع وذكرت غالبا وفيات أصحاب الفهارس وولادتهم ونتفا من تحلياتهم وأعمالهم من حيث الصناعة الحديثية وثناء الناس عليهم بها لا غيرها غالبا وربما حصلت مدار روايته وربما وصفت جرم الفهرس ومحله وذكرت غريبة منه أو أكثر وربما نبهت على ما فيه من غلط وتصحيف كل ذلك حرصا على الإفادة وما عسى أن يقع من المطالع موقع الإجادة
وقد جاء هذا المؤلف بحمد الله وحسن عونه حاويا لتراجم أعلام المغاربة والمشارقة بين مكيين ومدنيين ومصريين وشاميين وهنديين وبغداديين ويمنيين وتركيين وتونسيين وجزائريين ومغاربة فاسيين ومراكشيين ومكناسيين وسلويين ورباطيين وسوسيين وبجعديين ودمناتيين وتطوانيين وصويريين ووزانيين بحيث يجد أهل كل بلد تراجم أعلامهم فيه وما دونوا في الحديث البيان الشافي فيه وقد قصدت به أيضا التذييل والاستدراك على طبقات الحفاظ للحافظين ابن ناصر والسيوطي لأني ترجمت فيه غالب من جاء بعدهم في الإسلام ممن يصح أن يطلق عليه اسم الحافظ أو خدم الحديث والسنة خدمة تذكر ولا تكفر سيما وإن كان له فيها من التصانيف والآثار ما يستحق التدوين والاعتبار وكان اسمه كثير الروجان عند الرواة والمسندين وله ذكر في فهارس وأسانيد المتأخرين مع ذكر اتصالنا به وربط سلسلتنا بمصنفاته ولو لم يكن له ثبت يعرف به
صفحه ۵۲