باب ما ورد في فضل الكوفة وفي فضل فراتها والقول عند الورود والاغتسال.
بالاسناد عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (1)، قال:
حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله الرازي، عن الحسن بن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر - عليه السلام - قال أبو بكر، قلت له: اي بقاع الأرض بعد حرم الله وحرم رسوله أفضل؟ فقال: يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين والمرسلين وغير المرسلين NoteV00P011N30 والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا الا وصلى فيه،
صفحه ۱۱
وفيها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين (1).
وبالاسناد عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن الحسن ابن سعيد، عن طريف بن ناصح، عن خالد القلانسي، عن الصادق عليه السلام قال: مكة حرم الله وحرم رسوله، وحرم علي بن أبي طالب عليه السلام الصلاة فيها بمائة الف صلاة، والدرهم فيها بعشرة ألف درهم. والمدينة حرم الله وحرم علي بن أبي طالب عليه السلام الصلاة فيها بعشرة الف صلاة، والدرهم بعشرة ألف درهم.
والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب عليه السلام الصلاة في مسجدها بألف صلاة، والدرهم فيها بألف درهم (2).
وبالاسناد قال: حدثني محمد بن الحسين الجوهري، عن محمد ابن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسين، عن علي بن حديد، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي: ان علي بن الحسين عليه السلام اتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعتين، ثم ركب راحلته واخذ الطريق (3).
وبالاسناد قال: حدثني محمد بن الحسن بن مهزيار، عن الحسن
صفحه ۱۲
ابن سعيد، عن علي بن عرفة، عن ربعي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله في كتابه هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء.
وبالاسناد عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن حكيم بن جبير الأسدي، قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: ان الله جل جلاله يهبط ملكا في كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل من مسك الجنة فيطرحه في فراتكم هذا وما من نهر في شرق الأرض وغربها أعظم بركة منه.
وبالاسناد عن أبي القسم، عن علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن نهيك، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله سبحانه: * (آويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) * (1)، قال: الربوة: نجف الكوفة، والمعين: الفرات (2).
.
صفحه ۱۳
وبالاسناد عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار (1)، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان، قال:
لما قدم أبو عبد الله عليه السلام: الكوفة في زمن أبي العباس السفاح جاء على دابته في ثياب سفره، حتى وقف على جسر الفرات ثم قال لغلامه: اسقني، فأخذ كوز ملاح فغرف له به فسقاه فشرب وهو يسيل على لحيته وثيابه، ثم استزاده فزاده، فحمد الله عز وجل ثم قال: نهر وما أعظم بركته اما انه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة اما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافتيه، ولولا ما يدخله من الخطائين، ما اغتمس فيه ذو عاهة الا أبرأه.
وبالاسناد قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن سليمان بن هارون العجلي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أظن أحدا يحنك بماء الفرات الا أحبنا أهل البيت ، وسألني: كم بينك وبين الفرات؟ فأخبرته، فقال: لو كنت
صفحه ۱۴
عنده لأحببت ان آتيه طرفي النهار (1).
صفحه ۱۵
ذكر ما جاء من الفضل في المساجد المذكورة مجملا ومفصلا
وبالاسناد، عن خالد بن عرعرة، قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: NoteV00P017N31 بالكوفة مساجد مباركة، ومساجد ملعونة، فأما المساجد المباركة فيها فمسجد غني، وهو مسجد مبارك، والله ان قبلته لقاسطة، ولقد أسسه رجل مؤمن، وانه لقي سرة الأرض، وان بقعته لطيبة، ولا تذهب الليالي والأيام، حتى تؤتى فيه عين، وحتى تكون على حافتيه جنتان، وأهله ملعونون، وانه مسلوب منهم، ومسجد جعفي مسجد مبارك وربما اجتمع فيه ناس من الغيب يصلون فيه، ومسجد بأهلة انه لمسجد مبارك، وانه تنزل فيه الرحمة، ومسجد ظفر والله ان طباقه لصخرة خضراء ما بعث الله نبيا الا وفيها تمثال وجهه، ومسجد سهيل وهو مسجد مبارك، ومسجد يونس بن متى بظهر السبخة وما حوله (1).
صفحه ۱۷
واما المساجد الملعونة فمسجد أنمار وهو مسجد جرير بن عبد الله البجلي، ومسجد الأشعث بن قيس، ومسجد شبث بن ربعي، ومسجد تيم، ومسجد بالحمراء على قبر فرعون من الفراعنة، قال:
فلم نزل مفكرين في مقالته حتى ورد الصادق جعفر بن محمد عليه السلام في أيام السفاح فجعل يشرح حال كل مسجد من المساجد فبان مصداق قوله عليه السلام.
وروى محمد بن علي بن محبوب، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام قالا:
بالكوفة مساجد ملعونة ومساجد مباركة، فأما المساجد المباركة فمسجد غني، والله ان قبلته لقاسطة، وان طينته لطيبة، ولقد وضعه رجل مؤمن ولا تذهب الدنيا حتى تنفجر عنده عينان وتكون حوله جنتان، وأهله ملعونون وهو مسلوب عنهم، ومسجد بني ظفر وهو مسجد السهلة، ومسجد الحمراء، ومسجد جعفي، قيل: وأين مسجدهم اليوم؟
قالا درس.
ومسجد كاهل انه لمسجد مبارك، ولم يبق الا اسه، ولقد كان أمير
صفحه ۱۸
المؤمنين عليه السلام يطيل الصلاة فيه والقنوت.
واما المساجد الملعونة فمسجد ثقيف، ومسجد الأشعث، ومسجد جرير بن عبد الله البجلي، ومسجد سماك، ومسجد بالحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة.
وحدثني الشيخ الجليل أبو الفتح القيم بالجامع، وأوقفني على مسجد مسجد من هذه المساجد، وحدثني ان مسجد الأشعث هو الذي يدعونه بمسجد الجواشن، ومسجد سماك هو بالموضع الذي فيه الحدادون قريب منه، وذكر انه يسمى بمسجد الحوافر، ومسجد شبث بن ربعي في السوق آخر درب حجاج، والذي بني على قبر فرعون من الفراعنة هو بمحلة البخار (1).
صفحه ۱۹
ذكر ما جاء في مسجد بني كاهل (1) ويعرف بمسجد أمير المؤمنين عليه السلام.
أخبرني الشيخ الجليل المقرء مسلم بن نجم المعروف بابن الاحت البزاز الكوفي الزيدي املاء من لفظه، قال: أخبرنا أبو العباس احمد ابن محمد المقرئ، قال، حدثني عبد الله بن حمدان، ويعرف بنميس المعدل، قال: حدثنا NoteV00P023N32 محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو نعيم، عن حمزة الزيات، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن ابن الأسود الكاهلي.
صفحه ۲۳
وأخبرني الفقيه الجليل عز الدين أبو المكارم حمزة بن زهرة الحسني الحلبي (1) املاء من لفظه وأراني المسجد وروى لي هذا الخبر عن رجاله، عن الكاهلي قال، قال لي: الا تذهب بنا إلى مسجد أمير المؤمنين صلوات الله عليه نصلي فيه، قلت: وأي المساجد هذا؟
قال: مسجد بني كاهلة، وانه لم يبق منه سوى اسه، واس مئذنته، قلت: حدثني بحديثه، قال: صلى بنا علي بن أبي طالب عليه السلام في مسجد بني كاهلة الفجر فقنت بنا، فقال:
" اللهم انا نستعينك، ونستهديك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك بالخير، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من ينكرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، واليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك، ان عذابك بالكافرين يخلق، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، انك تقضي ولا يقضى عليك، انه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت،
صفحه ۲۴
نستغفرك ونتوب إليك، ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا، وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. ".
وبالاسناد عن أبي عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال: صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام في مسجد بني كاهل الفجر فجهر في السورتين، وقنت قبل الركوع وسلم واحدة تجاه القبلة.
صفحه ۲۵
ذكر ما جاء في المسجد الجامع بالكوفة
أخبرني الشيخ الفقيه العالم أبو محمد عبد الله بن جعفر الدوريستي (1) رحمه الله، عن جده، عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (2)، قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن إبراهيم بن محمد، عن الفضل بن زكريا، عن نجم بن حكيم، عن أبي جعفر الباقر عليهما
صفحه ۲۷
السلام قال: لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لا عدوا له الزاد والرواحل من مكان بعيد، ان الصلاة فريضة فيه تعدل حجة وصلاة نافلة تعدل عمرة (1).
وبالاسناد قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد عن الحسن بن عبد الله بن جبلة، عن سلام بن أبي عمرة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصي (2).
وبالاسناد قال: قال الصادق عليه السلام: مامن عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجد كوفان حتى أن النبي صلى الله عليه وآله لما أسري به قال له جبرئيل عليه السلام أتدري أين أنت يا رسول الله الساعة، أنت مقابل كوفان، قال: فاستأذن لي ربي حتى آتيه فاصلي فيه ركعتين فاستأذن الله عز وجل فاذن له وان مئذنته لروضة من رياض الجنة، وان مؤخرة روضة من رياض الجنة وان الصلاة المكتوبة فيه تعدل بألف صلاة (3).
NoteV00P028N33 وبالاسناد عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان،
صفحه ۲۸
عن محمد بن عبد الله الخزاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال لي: يا هارون بن خارجة، كم بينك وبين مسجد الكوفة، يكون ميلا، قلت: لا. قال: فتصلي فيه الصلوات كلها، قلت: لا. قال: اما لو كنت حاضرا بحضرته لرجوت ان لا تفوتني فيه صلاة أو تدري ما فضل ذلك الموضع؟.. مامن عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجد الكوفة.. وذكر مثل الحديث الأول وقال في آخر الحديث: وان الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة، وان النافلة فيه لتعدل بخمسمائة صلاة وان الجلوس فيه بغير تلاوة لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا. (1) وبالاسناد عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد وأبي يوسف يعقوب عن عبد الله من ولد أبي فاطمة، عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو في مسجد الكوفة فقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد عليه فقال:
جعلت فداك ان عزمت على المضي إلى المسجد الأقصى وقد اتيت لأسلم عليك وأودعك فقال: اي شئ تريد بذلك، قال: الفضل جعلت فداك، قال: فبع راحلتك وكل زادك وصل في هذا المسجد فان الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة، والنافلة عمرة مبرورة والبركة فيه اثنا عشر ميلا يمينه رحمة ويساره مكر وفي وسطه عين من دهن، وعين من لبن، وعين من ماء شراب للمؤمنين، ومنه سارت سفينة
صفحه ۲۹
نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق وصلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا انا آخرهم وقال ويده على صدره: ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج الا اجابه الله وفرج عنه كربه (1).
وبالاسناد عن محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشر، عن أبي عبد الرحمن الخداء، عن أبي أسامة، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
مسجد كوفان روضة من رياض الجنة صلى فيه الف نبي وسبعون نبيا، ميمنته رحمه، وميسرته مكر وفيه عصا موسى، وشجرة اليقطين، وخاتم سليمان، ومنه فار التنور، ونجرت السفينة وهو صرة بابل ومجمع الأنبياء (2).
وأخبرني السيد الاجل العالم عبد الحميد بن التقي عبد الله بن أسامة العلوي الحسني (3) رضي الله عنه في ذي القعدة من سنة ثمان وخمسمائة قراءة عليه بحلة الجامعين قال: أخبرنا الشيخ المقرئ أبو الفرج أحمد بن مشيش القرشي في يوم الأربعاء السابع والعشرين من
صفحه ۳۰
شهر رمضان سنة ست وستين وأربعمائة قراءة عليه، قال: أخبرنا الشيخ العدل الحافظ أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون القرشي المعروف بابي (1) إجازة، قال: اخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني (2) قراءة عليه، قال: أخبرنا
صفحه ۳۱
أبو تمام عبد الله بن أحمد بن عبيد الأنصاري المؤدب، قال: حدثنا أبو سعيد عبيد الله بن كثير العامري التمار (1)، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي (2)، قال: حدثنا محمد بن فضل الغبي (3)، عن محمد بن سوقة (4)، عن إبراهيم NoteV00P032N34 النخعي (5)، عن علقمة (6) والأسود (7)، عن عبد الله بن مسعود (8) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا ابن مسعود لما أسري بي
صفحه ۳۲
إلى السماء أراني جبرئيل مسجد كوفان فقلت: يا جبرائيل: ما هذا؟
قال: مسجد مبارك كثير الخير عظيم البركة اختاره الله لأهله وهو يشفع لهم يوم القيامة. وذكر الحديث بطوله في مسجد الكوفة (1).
وبالاسناد قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري الركابي قراءة عليه، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا العلاء بن سعيد الكندي، حدثنا طلحة بن عيسى التوزي، حدثنا الفضيل بن ميمون البجلي، عن القسم بن الوليد الهمداني، عن حبة العرني، وميثم الكناني، قالا: اتى رجل عليا عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين اني تزودت زادا وابتعت راحلة وقضيت بناتي - يعني حوائجي - وأريد انطلق إلى بيت المقدس فقال عليه السلام: انطلق فبع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة فإنه أحد المساجد الأربعة، ركعتان فيه تعدلان كثيرا فيما سواه من المساجد والبركة منه على رأس اثني عشر ميلا من حيثما جئته وقد ترك من فراته الف ذراع ومن زاويته فار التنور، وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم الخليل وصلى فيه الف نبي والف وصي، وفيه عصا موسى، وخاتم سليمان، وشجرة اليقطين، ووسطه روضة من رياض الجنة، وفيه ثلاث أعين يزهرن عين من ماء وعين من دهن وعين من لبن، أنبتت من ضغث تذهب الرجس، وتطهر المؤمن، ومنه سير جبل الأهواز، وفيه صلى نوح النبي وفيه أهلك يغوث ويعوق ونسر، ويحشر يوم القيامة منه سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا
صفحه ۳۳
عذاب، جانبه الأيمن ذكر وجانبه الأيسر مكر، ولو علم الناس ما فيه لاتوه حبوا (1).
وبالاسناد، قال: حدثنا محمد بن الحسين النحاس، حدثنا علي ابن العباس الحلي، حدثنا بكار بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا صباح الزعفراني، عن السدي ابن إسماعيل، عن الشعبي قال: قال علي عليه السلام: ان مسجد الكوفة رابع أربعة مساجد المسلمين ركعتان فيه أحب إلي من عشرة فيما سواه، ولقد نجرت سفينة نوح في وسطه، وفار التنور من زاويته اليمنى، والبركة منه على اثني عشر ميلا من حيثما اتيته، وقد نقص منه اثنا عشر الف ذراع بما كان على عهدهم (2).
صفحه ۳۴
وبالاسناد قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الله، حدثنا دينار ابن حكيم، حدثنا حماد بن زيد الحارثي، قال: كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام والبيت غاص من الكوفيين فسأله رجل منهم:
يا بن رسول الله اني ناء عن المسجد وليس لي نية الصلاة فيه، قال: انه لو يعلم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا، قال: اني اشتغل، قال: فاته ولا تدعه ما أمكنك، وعليك بميامنه مما يلي أبواب كندة فإنه مقام إبراهيم وعند الخامسة مقام جبرائيل، والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما اعلم لازدحموا عليه.
وبالاسناد، قال: حدثنا علي بن محمد، حدثنا علي بن أحمد بن علي بن السمين، حدثنا محمد بن زيد القطان، حدثنا إبراهيم بن محمد NoteV00P035N35 الثقفي، حدثنا عبيد بن إسحاق الضبي، حدثنا زهير بن معاوية، عن الأعمش، عن سفيان، عن حذيفة، قال: والله ان مسجدكم هذا لاحد المساجد الأربعة المعدودة المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الأقصى، ومسجدكم هذا - يعني مسجد الكوفة - الا وان زاويته اليمنى مما يلي أبواب كندة منها فار التنور وان السارية الخامسة مما يلي صحن المسجد عن يمنة المسجد مما يلي أبواب كندة مصلى إبراهيم الخليل وان وسطه لنجرت سفينة نوح، ولان أصلي فيه ركعتين أحب إلي من أن أصلي في غيره عشر ركعات، ولقد نقص من ذرعه عن الاس الأول اثنا عشر الف ذراع، وان البركة منه على اثني عشر ميلا من اي الجوانب جئته (1).
صفحه ۳۵