باتوا بصائرهم على أكتافهم
وبصيرتي يعدو بها عتد وأى
والبصيرة الدم يريد أنهم لم يدركوا الثأر فثقل الدماء على أكتافهم وأنه قد أدرك ثأره على فرسه.
[1.5.10]
وحدثني محمد بن عبيد قال حدثني سفيان بن عيينة عن شبيب بن غرقدة عن عروة البارقي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
[1.5.11]
قال أبو محمد وليس لأحد مثل عتاق العرب ولا عند أحد من الناس من العلم بها ما عندهم وسأذكر من ذلك شيئا فيما بعد إن شاء الله وإذا كان للرجل منها جواد مبر كريم شهر به وعرف فقيل العسجدي ولاحق وداحس والورد. وليس أعجب من سرير كسرى وفخر العجم به وتصويرهم إياه في الصخور الصم وفي رعان الجبال.
[1.5.12]
وإذا رأيت العرب تنسب إلى شيء خسيس في نفسه فليس ذلك إلا لمعنى شريف فيه كقولهم لهنيدة بنت صعصعة عمة الفرزدق ذات الخمار. فمن لم يعرف سبب الخمار هاهنا يظن أنها كانت تختمر دون نساء قومها فنسبت إلى الخمار لذلك. قال أبو عبيدة كانت هنيدة بنت صعصعة تقول من جاءت من نساء العرب بأربعة مثل أربعتي يحل لها أن تضع عندهم خمارها فصرمتي لها. أبي صعصعة وأخي غالب وخالي الأقرع بن حابس وزوجي الزبرقان بن بدر فسميت ذات الخمار لذلك وقال كان هند بن أبي هالة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنا أكرم الناس أربعة أبي رسول الله وأمي خديجة وأختي فاطمة وأخي القاسم فهؤلاء الأربعة لا أربعتها. وأما خطؤه في المعارضة فإن صاحب البردين لم يكن ملك العرب فيعارضنا عنه بملك العجم ولم يدع أحد أنه كان للعرب في دولة العجم مثل ملكها وأموالها وعددها وسلاحها وحريرها وديباجها فيحتاج أن يذكر فيلة أبرويز وجواريه وفرشه وقد كان هذا لأولئك كما ذكر ثم جعله الله لهؤلاء فابتزوه واستلبوه والتحوهم كما يلتحى القضيب والناسخ أفضل من المنسوخ.
[1.5.13]
وأما فخره بما ليس له فيه حظ ولا نصيب فإنما يفخر بملك فارس أبناء ملوكها وأبناء عمالهم وكتابهم وحجابهم وأساورتهم فأما رجل من عرض العجم وعوامهم لا يعرف له نسب ولا يشهر له أب فما حظه في سرير كسرى وتاجه وحريره وديباجه وليس هو من ذلك في مراح ولا مغدى ولا مظل ولا مأوى. فإن قال لأني من العجم وكسرى من العجم فمرحبا بالمثل المبتذل أنا ابن جار النجار ولو قال أيضا لأني من الناس وكسرى من الناس كان وهذا سواء وما هو بأولى بهذا السبب من العرب لأن العرب أيضا من الناس.
صفحه نامشخص