يعنى الفرج، ويكون للفرجين جميعا. قال وأنشدنى التوّزىّ:
رواحلنا ستّ ونحن ثلاثة ... نجنّبهنّ الماء فى كلّ منهل
يعنى النعال. وقال الكميت «١»:
ولما رأيت النّسر عزّ ابن دأية ... وعشّش فى وكريه جاشت له نفسى
يقال للغراب ابن دأية، لأنه يقع على الدأية من ظهر البعير الدّبر فينقرها. وإنما يعنى الشيب وغلبته على السواد. وعزّنى فى الخطاب، أى كان أعزّ منّى فى المخاطبة، قالت الخنساء «٢»:
كأن لم يكونوا حمى يتّقى ... إذ الناس إذ ذاك من عزّ بزّا
أى من غلب سلب. وقوله: وعشّش فى وكريه، يعنى بوكريه عارضيه ولحييه، فوجلت نفسه لذلك. وأنشد الأصمعى:
قلن اتّضعت فقالت لا، فقلن لها ... فكيف تقوين يا سلمى على الجمل
زعموا أن المؤدّب من الإبل يقال له «ضع ضع»، فيطأطئ «٣» رأسه ليركب. يقول: وأنت لو لم يفعلن هذا ما قدرت على ركوبه. واتضعت، افتعلت من الوضع. ومثله قول جميل:
فلمّا دنت أولى الرّكاب تيّممت ... إلى جؤجؤ جلس فقالت له ضع
يقول قصدت إلى نجيب قوىّ شديد فقالت له ذلك، وأنشد:
قد قلت للصّباح والمهاجر «٤» ... إنّا وربّ القلص الضوامر
1 / 47