تبكي وتنوح إذ أوجعت من طلقها فوثبت إلى الباب لتفتحه فلم ينفتح فرجعت إلى مكانها وقالت وا وحدتاه وأخذها الطلق والنفاس وما شعرت بشيء حتى انشق السقف ونزلت من فوق أربع حوريات وأضاء البيت لنور وجوههن وقلن لآمنة لا بأس عليك يا جارية إنا جئناك لخدمتك فلا يهمك أمرك وقعدت الحوريات واحدة على يمينها وواحدة على شمالها وواحدة بين يديها وواحدة من ورائها فهومت عين آمنة وغفت غفوة قال ابن عباس ما كان من أمر أم النبي إلا أنها كانت نائمة عند خروج ولدها من بطنها فانتبهت أم النبي ص فإذا النبي ص تحت ذيلها قد وضع جبينه على الأرض ساجدا لله ورفع سبابتيه مشيرا بهما لا إله إلا الله قال الواقدي ولد رسول الله ص في ليلة الجمعة قبل طلوع الفجر في شهر ربيع الأول ليلة سبعة عشر منه في سنة تسعة آلاف وتسعمائة وأربعة أشهر وسبعة أيام من وفاة آدم ع قال الواقدي ونظرت أمه آمنة وجه رسول الله ص فإذا هو مكحل العينين منقط الجبين والذقن وأشرق في وجنتي النبي ص نور ساطع في ظلمة الليل ومر في سقف البيت وشق السقف ورأت آمنة من نور وجهه ص كل منظر حسن وقصر بالحرم وسقط في تلك الليلة أربع وعشرون شرفة من إيوان كسرى وأخمدت في تلك الليلة نيران فارس وأبرق في تلك الليلة برق ساطع في كل بيت وغرفة في الدنيا مما قد علم الله تعالى وسبق في علمه أنهم يؤمنون بالله ورسوله محمد ص ولم يطلع في بقاع الكفر بأمر الله تعالى وما بقي في مشارق الأرض ومغاربها صنم ولا وثن إلا وخرت على وجوهها ساقطة على جباهها خاشعة وذلك كله إجلالا للنبي ص.
قال الواقدي فلما رأى إبليس لعنه الله تعالى وأخزاه ذلك وضع التراب على رأسه وجمع أولاده وقال لهم يا أولادي اعلموا أنني ما أصابني منذ خلقت مثل هذه المصيبة قالوا وما هذه المصيبة قال اعلموا أنه قد ولد
صفحه ۱۸