فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
ژانرها
الكلام، حسن العبارة، غريز المادة، وله التصانيف الفائقة في أصول الفقه، منها:
المعتمد، ومنه ومن المستصفى للغزالي استمد الإمام فخر الدين الرازي في تصنيف كتاب المحصول، انتهى كلامه (1).
924 قال أبو الحسين المذكور: لما كثر اختلاف الناس في الصحابة، فقال أصحاب الحديث ومن ينتحل السنة: نقدم أبا بكر وعمر وعثمان وعليا، وقال طائفة من أصحاب الحديث: نقدم أبا بكر وعمر ونقف في عثمان وعلي! ورأينا كل هؤلاء ينتحل السنة ويدعيها، فسألنا أهل جميع هذه المقالات والدعاوي عن أشياء، أنا سائلها في كتابي هذا، وبالله التوفيق:
سألناهم عن درجات الفضل التي ينال بها عند الله الزلفى، ويتفاضل بها المؤمنون، فأجمعوا على أن أول درجات الإيمان وأفضلها منزلة عند الله تعالى، وأعلاها قدما:
السبق في الإسلام والهجرة مع الرسول (صلى الله عليه وآله)، واحتجوا بقول الله عز وجل: والسابقون السابقون* أولئك المقربون (2) وبقوله عز وجل: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا (3) وأجمعوا على أن هذا أوثق الأمور وعرى الإسلام.
ثم سألناهم عن الدرجة التي تلي درجة السابقين، فقالوا: القرابة مع السبق أفضل من السبق بغير القرابة، واحتجوا بقول الله عز وجل: قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (4) وقوله تعالى: واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام (5) وقوله تعالى:
واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى (6)، فمن وجبت له حرمتان: حرمة السبق وحرمة القرابة، كان أوجب حقا ممن له حرمة واحدة.
صفحه ۳۳۲