268

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

ژانرها

فلما انصرف الرجلان، قال معاوية لعمرو: ما رأيت مثل ما صنعت، قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما: إنكما تختصمان في النار!! فقال عمرو: هو والله ذاك، والله إنك لتعلمه، ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.

رواهما الصالحاني (1).

833 وعن عمارة بن خزيمة بن ثابت رضى الله عنه، قال: شهد خزيمة الجمل فهو لا يسل سيفا، وشهد صفين ولم يسل سيفا حتى قتل عمار، وقال: فانظروا من يقتله؟ فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يقول: «تقتله الفئة الباغية» فلما قتل عمار، قال خزيمة: قد حان وقت القتال مع علي (عليه السلام)، فقاتل مع أعاديه حتى قتل.

رواه الصالحاني وقال: قاله الحافظ أبو عبد الله ابن مندة، وذكر إسناده (2).

834 وكتب مولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى معاوية: «أما بعد، فإن لله عبادا آمنوا بالتنزيل، وعرفوا التأويل، وفقهوا في الدين، وأظهر الله فضلهم في القرآن الحكيم، وأنتم يومئذ أعداء الله والرسول، تكذبون بالكتاب، وتجتمعون على حرب المسلمين، من ثقفتم منهم عذبتموه أو قتلتموه، حتى أذن الله بإعزاز دينه وإظهار نبيه، فأدخل العرب في دينه أفواجا، وكنتم ممن دخل في هذا الدين رغبة ورهبة، حين فاز أهل السيف بسيفهم، وفاز المهاجرون الأولون بفضلهم، فلا ينبغي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد (3) بأن يجهل قدره، ويعدو طوره، ويحث نفسه على التماس ما ليس له أهل ولا هو أهله، وإن أولى الناس بهذا الأمر أقربهم من الرسول، وأعلمهم بالكتاب والتأويل، وأفقههم في الدين، وأولهم إسلاما، وأفضلهم اجتهادا، فاتقوا الله الذي إليه ترجعون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون (4).

ألا وإني أدعوكم إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه، وحقن دماء هذه الأمة، فإن قبلتم أصبتم

صفحه ۲۹۰