أنه نزلت فيه آيات من القرآن، قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل، ولا تشرب. قالت(4): زعمت أن الله أوصاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا أولى بهذا. قال: مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد. فقام بني لها يقال له عمارة فسقاها. قال: فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل هذه الآية في القرآن: ) ووصينا الإنسان بوالديه حسنا((5) "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما" وفيها(6) -وصاحبهما في الدنيا معروفا(7) قال: وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف، فأخذته فأتيت به الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت: نفلني هذا السيف، فأنا ممن قد علمت. فقال: رده من حيث أخذته. قال: فرجعت به، ثم رجعت بعد ذلك فراجعته، فقال: "رده من حيث أخذته". فأنزل الله عز وجل: )يسألونك عن الأنفال(8)..(. ومرضت فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاني، فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت. فأبى. قلت: فالنصف. فأبى، قلت: فالثلث، فسكت. فكان بعد الثلث جائزا. وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا- وذلك قبل أن تحرم الخمر- فأتيتهم في حش- والحش البستان- فإذا رأس من جزور مشوي عندهم، وزق من خمر. قال: فأكلت، وشربت معهم. قال: فذكرت الأنصار والمهاجرين فقلت: المهاجرون خير من الأنصار. قال: فأخذ الرجل لحي الرأس فضربني به، فجرح بأنفي. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فأنزل الله، عز وجل في -يعني نفسه- شأن الخمر: )إنما الخمر والميسر، والأنصاب، والأزلام رجس من عمل الشيطان(9)( الآية.
رواه مسلم عن أبي خيثمة.
صفحه ۷