وأحرى لمن تنبه على تعظيم حرمات الله في نص التنزيل من الشعائر والمشاعر والمناسك والمسعى والمواقف أن يتنبه لحرمة ما هو أعظم حرمة عند الله سبحانه منهن وهو المؤمن، ثم لحرمة من اتخذه الله من بين المؤمنين أهلين من جملتهم وهم حملة كتابه، ولولا ورود الشرع بها من لفظه لاستعظم إضمارها، فكيف بإظهارها؟ وإنما تنبيهي على ما جعل الله لأهليه من الحق والحرمة من بين خلقه، لأنا قد بلينا في الموقف بقوم من نشئة لا يعبئون بكتاب الله ولا بحفظه، فلا يعبأ الله بهم، قاصرين عنه، حاجزين، مفترين غيرهم، مزهدين فيه، ملقبين حملته بالقراء على النبز والازدراء دون المدح والإطراء ما بين المترسمين بالعلم والمتوسمين بالنسك، جل كلامهم: أن حفظ القرآن يصلح للمعلمين والصبيان، ولم يقرأ إلا عند المرضى وفي المقابر، وأكثر فتياهم أنه يكفي من القرآن ما يسقط به الفرض، بعدما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الله عز وجل: «من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته
صفحه ۳۰