وقال تعالى حكاية عن إخوة يوسف: {يا أيها العزيز} [يوسف: 78] وقال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو} [يوسف: 100] فجعل الشام بدوا، وقال تعالى حكاية عن فرعون وافتخاره بمصر: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} [الزخرف: 51] وقال تعالى حين وصف مصر وما كان فيه آل فرعون من النعمة والملك بما لم يصف به مشرقا ولا مغربا، ولا سهلا ولا جبلا، ولا برا ولا بحرا: {كم تركوا من جنات وعيون (25) وزروع ومقام كريم (26) ونعمة كانوا فيها فاكهين (27)} [الدخان: 25 - 27] فهل يعلم أن بلدا من البلدان في جميع أقطار الأرض أثنى عليه الكتاب بمثل هذا الثناء، أو وصفه بمثل هذا الوصف، أو شهد له بالكرم غير مصر؟
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا، فإن لكم منهم صهرا وذمة ".
وروى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما ".
فأما الرحم، فإن هاجر أم إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام من القبط من قرية نحو الفرما يقال لها: أم العرب.
صفحه ۹