فقلت : والله ما خرج البخاري هذا الحديث قط .
ثم إني بعد افتراقنا عن المجلس صليت صلاة المغرب ، وقعدت إلى نصف الليل ، ثم أصبحت سحرا ، وقعدت إلى وقت الإقامة ، وبعد انصرافي من المسجد قعدت إلى وقت صلاة العصر ، حتى نظرت في الكتاب من أوله إلى آخره نظرا شافيا ، فلم أجد للحديث فيه أثرا .
وقد كنت سألته : من كان روى عن عروة في إسناد هذا الحديث ؟
فقال : من حديث الزهري عن عروة .
فرجعت إلى كتاب أبي علي الحافظ في الزهري عن عروة ، فلم أجده فيه ، فطلبته في مسند أسامة بن زيد للحسن بن سفيان ، فلم أجد فيه فجلست وأنا مفكر فيه ، فذكرت أني جمعت في الرقاع لكتاب الإكليل فضل زينب ، فغدوت أطلبه ، فوجدت فيه بخطي هذا الحديث من يحيى بن أيوب ، وسماعي : حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد البلخي ببغداذ (1) ، من أصل كتابه : حدثنا أبو إسماعيل بن محمد إسماعيل السلمي ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أنبأنا يحيى بن أيوب ، حدثنا ابن الهاد ، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله عنها ، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة ، فخرجوا في أثرها ، فأدركها هبار بن الأسود ، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها ، وألقت ما في بطنها ، وأهريقت دما ، فحملت ، فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية ، فقالت بنو أمية : نحن أحق بها ، وكانت تحت ابن عمهم ابن العاص ، فكانت عند هند بنت ربيعة ، وكانت تقول لها هند : هذا في سبب أبيك .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزيد بن حارثة : ألا تنطلق فتجيء بزينب ؟ قال : بلى يا رسول الله ! . قال : خذ خاتمي فأعطها إياه .
صفحه ۳۲