فضائل فاطمة الزهراء
فضائل فاطمة الزهراء لأبي عبد الله الحاكم
ژانرها
قال : فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح ، فلما كان اليوم الرابع وقد قضى الله نذرهم أخذ علي بيده اليمنى الحسن ، وبيده اليسرى الحسين ، وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر به النبي عليه الصلاة والسلام قال : يا أبا الحسن ما أشد ما أرى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أعوذ بالله أهل بيت محمد يموتون جوعا ، فهبط جبريل عليه السلام فقال يا محمد خذها قال وما آخذ يا جبريل ، فأقرأه : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا } إلى قوله : { إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } . [ الإنسان 1 - 9 ] حديث آخر :
133- (مكرر) (1)أخبرنا أبو علي محمد بن علي المذكر ، قال : حدثنا أحمد بن يوسف بن خالد السلمي ، قال : حدثنا عبد الرزاق أخبرنا يحيى بن العلاء البجلي عن عمه شعيب بن خالد عن حنظلة بن سمرة بن المسيب عن أبيه عن جده عن ابن عباس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما زوج فاطمة من علي خرجت فاطمة فأقبلت فلما رأت عليا جالسا إلى جنب النبي عليه الصلاة والسلام صاحت وبكت فأشفق النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يبكيك ؟ فما شيء ألوتك ونفسي وقد أصبت لك خير أهلي والذي نفسي بيده لقد زوجتك سيدا في الدنيا ، وإنه في الآخرة لمن الصالحين فألان منها فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ائتيني بالمخضب فاملئيه ماء ، فأتت أسماء بالمخضب فملأته ماء ثم مج النبي عليه السلام وغسل فيه قدميه ووجهه ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فصبه على رأسها وكفا بين ثدييها وبين رجليها ثم التزمها ثم قال : اللهم إنها مني وأنا منها اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فطهرها ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا لعلي فصنع به كما صنع لها ودعا له كما دعا لها ثم قال قوما إلى بيتكما جمع الله شملكما وبارك لكما في جمعكما وأصلح بالكما ثم قام فأغلق عليهما بابه بيده .
قال ابن عباس : فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلم يزل يدعو لها خاصة لا يشركها في دعائه أحدا حتى توارى في الحجرة .
صفحه ۱۰۷