218

فضائح الباطنية

فضائح الباطنية

ویرایشگر

عبد الرحمن بدوي

ناشر

مؤسسة دار الكتب الثقافية

محل انتشار

الكويت

الْخُرَاسَانِي أَنه قَالَ حججْت مَعَ أبي سنة حج الرشيد فَإِذا نَحن بالرشيد وَهُوَ وَاقِف حاسر حاف على الْحَصْبَاء وَقد رفع يَدَيْهِ وَهُوَ يرتعد ويبكي وَيَقُول يَا رب أَنْت أَنْت وَأَنا أَنا أَنا العواد إِلَى الذَّنب وَأَنت العواد إِلَى الْمَغْفِرَة اغْفِر لي فَقَالَ لي يَا بني انْظُر إِلَى جَبَّار الأَرْض كَيفَ يتَضَرَّع إِلَى جَبَّار السَّمَاء وَحكى أَنه دخل رجل على عبد الْملك بن مَرْوَان وَكَانَ يُوصف بِحسن الْعقل وَالْأَدب فَقَالَ لَهُ عظني فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن للنَّاس فِي الْقِيَامَة جَوْلَة لَا ينجو من غصص مرارتها ومعاينة الردى فِيهَا إِلَّا من أرْضى الله بسخط نَفسه قَالَ فَبكى عبد الْملك ابْن مَرْوَان ثمَّ قَالَ لَا جرم لأجعلن هَذِه الْكَلِمَات مِثَالا نصب عَيْني مَا عِشْت أبدا وَحكى عَن عمر بن عبد الْعَزِيز أَنه قَالَ لأبي حَازِم عظني قَالَ أضطجع ثمَّ اجْعَل الْمَوْت عِنْد راسك ثمَّ انْظُر مَا تحب أَن يكون فِيك تِلْكَ السَّاعَة فَخذ بِهِ الْآن وَمَا تكره أَن يكون فِيك تِلْكَ السَّاعَة فَدَعْهُ الْآن فَلَعَلَّ السَّاعَة قريبَة وَحكى أَن أَعْرَابِيًا دخل على سُلَيْمَان بن عبد الْملك فَقَالَ لَهُ تكلم يَا أَعْرَابِي فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي لمكلمك بِكَلَام فاحتمله وان كرهته

1 / 218