عن ابن عمر أنه سمع رجلا يقول: لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا تحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك".
وقد تنازع الناس في جواز الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم مع اتفاقهم بأنه لا يحلف بشيء من المخلوقات المعظمة كالعرش والكرسي والكعبة والملائكة.
فذهب جمهور العلماء كمالك، والشافعي، وأبي حنيفة، وأحمد في أحد قوليه إلى أنه لا يحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما لا يحلف بشيء من المخلوقات، ولا تجب الكفارة على من حلف بشيء من ذلك وحنث.
وذهب أحمد بن حنبل في رواية عنه أن يحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة لأنه يجب الإيمان به خصوصا، ويجب ذكره في الشهادتين والأذان، فللإيمان به اختصاص لا يشركه فيه غيره.
والصواب هو ما عليه عامة المسلمين سلفهم وخلفهم أنه لا يحلف بمخلوق لا نبي ولا غير نبي، ولا ملك من الملائكة، ولا ملك من الملوك، ولا شيخ من الشيوخ، وذلك لعموم الأدلة التي تنهي عن الحلف بغير الله.
صفحه ۶۱