وروى أحمد عن عقبة بن عامر الجهني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقبل على رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله بايعت تسعة وأمسكت عن هذا؟، فقال: "إن عليه تميمة"، فأدخل يده فقطعها فبايعه، وقال: "من تعلق تميمة فقد أشرك" (¬1).
وإنما كانت هذه الأشياء من الشرك لما فيها من التفات القلب عن الله عز وجل، وتعلقه بغيره، ولما تتضمنه من طلب دفع المضار وجلب المنافع من غيره عز وجل، ولا شك أن من تعلق بشيء وكل إليه، ومن اعتصم بمخلوق من دونه تعالى تقطعت به الأسباب، وتشردت خطاه في الأرض، ولا يبالي ربه بأي أوديتها هلك.
قال الإمام أحمد: حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا أبو سعيد المؤدب، حدثنا من سمع عطاء الخرساني، قال:» لقيت وهب بن منبه وهو يطوف بالبيت فقلت حدثني حديثا أحفظه عنك في مقامي هذا وأوجز، قال: نعم أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود: "يا داود أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم بي عبد من عبادي دون خلقي أعرف ذلك في نيته فتكيده السماوات السبع ومن فيهن، والأرضون السبع ومن فيهن، إلا جعلت له من بينهن مخرجا، أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبد من عبادي بمخلوق دوني أعرف ذلك في نيته إلا قطعت أسماء السماء من يده، وأسخت الأرض من تحت قدميه، ثم لا أبالي بأي أوديتها هلك" «.
صفحه ۵۸