استنباطات السمعاني في كتابه «تفسير القرآن» ومنهجه فيها
استنباطات السمعاني في كتابه «تفسير القرآن» ومنهجه فيها
ژانرها
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله الموفق لعباده المتقين، المنزل كتابه ليكون هدى وبشرى للمؤمنين، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ثم الصلاة والسلام على من بعثه الله هاديا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد ...
فإن القرآن الكريم هو أعظم أبواب الهداية، وأجل سبل الفلاح، أنزله الله على عباده هدى، ورحمة، وبشرى، وضياء وذكرا للذاكرين.
جمع فيه سبحانه العلوم النافعة، والمعاني الجليلة الكاملة، وهو كتاب بحرُه عميق، وفهمهُ دقيق، وخزائنه ملأى، لا يصل إلى استخراج كنوزه، واستنباط علومه، إلا من تبحر في العلوم، وعامل الله بتقواه في سره وعلانيته.
وإن الاستنباط من القرآن الكريم علم جليل من علوم القرآن، وهو ثمرة لفهم كلام الله تعالى وتدبره.
وفي المعاني المتوصل إليها بالاستنباط هدايات قرآنية وعقدية، وفقهية، وأصولية، وتربوية ينتفع بها الناظر إليها والعامل بها.
وقد ظهر هذا العلم في عهد النبي ﷺ فكان للصحابة الكرام ﵃ استنباطات دقيقة من القرآن الكريم. وكذا كان لمن جاء من بعدهم من التابعين وتابعيهم ﵃، ومن ذلك حينما سأل أبو جحيفة ﵁ عليَّ بن أبي طالب ﵁: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهمًا
1 / 3