Explanation of the Luminous Creed - Mohamed Hassan Abdel Ghaffar
شرح لمعة الاعتقاد - محمد حسن عبد الغفار
ژانرها
رد النصوص وأنواعه
والرد هو التكذيب والإنكار وله أنواع: منها: الرد بالتأويل بقرينة حال أو قرينة مقال، والرد بغير التأويل، فالأول ليس بكفر، والثاني كفر.
فالرد بالتأويل كالذين منعوا الزكاة في خلافة أبي بكر، فإنهم تأولوا قول الله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة:١٠٣] قالوا: الله جل في علاه أمرنا بإخراج الزكاة على أن ذلك خاص بالنبي ﷺ وليس لغيره، فإن صلاة أبي بكر ليست كصلاة النبي ﷺ، ولذلك فإن أهل السنة والجماعة لا يرونهم كفارًا بذلك.
لكن لو جاء أحد في عصرنا هذا وقال: الزكاة ليست واجبة علينا، فهي خاصة بزمن النبي ﷺ، ولو كان موجودًا أعطيناه الزكاة، أما وهو غير موجود فلن نخرج الزكاة، فيقال فيه: أنه كافر مرتد؛ لأنه رد حكم الله بدون أدنى دليل، أما الذين منعوا الزكاة في عصر أبي بكر فكانوا لا يزالون في عصر التشريع، والنبي ﷺ مات وهم كانوا حديثي عهد بإسلام؛ ولذلك ما كفرهم الصحابة على تأويلهم.
فالرد بتأويل سائغ إذا كان له وجه من اللغة كأن يقول في قوله تعالى: ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ [الفتح:١٠] يعني: نعمة الله فوق نعمهم، وعنده قرينة من اللغة أن اليد بمعنى النعمة، والدليل على ذلك حديث صلح الحديبية، عندما قال عروة للنبي ﷺ: يا محمد! إني ما أرى حولك إلا أوباشًا من الناس -يصغر من قيمتهم- أو قال: أشوابًا -يعني: أخلاطًا- سيفرون عنك عما قريب، فقال أبو بكر: نحن نفر عن رسول الله ﷺ؟ امصص بضر اللات، وهذه كانت مسبة شديدة جدًا لـ عروة والعرب ما تقبلها، فقال عروة من هذا؟ فقالوا: أبو بكر، فقال لـ أبي بكر: لولا يد لك عندي لرددت عليك، فسكت عن الرد للنعمة التي أسداها إليه.
فمن رد قول الله تعالى مثلًا: ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ [الفتح:١٠] فقال: اليد بمعنى النعمة، فهذا له مسوغ؛ فلا يكفر.
لكن من يرد قول الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه:٥] فيقول: معنى استوى: رحل فهذا كفر، لأنه ليس له مسوغ من اللغة بحال من الأحوال.
وأئمة السلف يؤمنون ويعتقدون في صفات الله، فالسلفي الحقيقي هو الذي يتعلم علم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة: العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه
2 / 15