شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
85

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

ناشر

دار الوطن

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

محل انتشار

الرياض

ژانرها

* * * وأن ما وقع في بعض طرق البخاري «إن النار لا تمتلئ حتى ينشئ الله لها خلقًا آخر (١)، مما وقع فيه الغلط وليس فيه خوف. الشرح هذا أيضًا مما نعلم أنه غلط وهو أن النار يبقى فيها فضل عمن دخلها، فينشئ الله لها أقوامًا فيدخلهم النار، فهذا ليس بصواب، بل النار لا تزال يوضع فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الله عليها رجله- ﷾ فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط (٢) ولأن النار لو أنشأ لها أقوامًا لإحراقهم بها لكان ذلك منافيًا للعدل والرحمه، فهذا مما يعلم أنه ليس بصواب حتى وإن ورد في صحيح البخاري، وقال هذا الراوي فيه وهم والطريق الآخر اصح منه. * * * والناس في هذا الباب طرفان: طرف من أهل الكلام ونحوهم ممن هو بعيد عن معرفة الحديث وأهله، لا يميز بين الصحيح والضعيف فيشك في صحة أحاديث أو في القطع بها مع كونها معلومة مقطوعًا بها عند أهل العلم به، وطرف ممن يدعي اتباع الحديث والعلم به كلما وجد لفظًا في حديث قد رواه ثقة أو رأي

(١) رواه البخاري في كتاب التوحيد باب ما جاء في قول الله تعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) رقم (٧٤٤٩) . (٢) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالي: (وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) رقم (٤٨٥٠)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها باب النار يدخلها الجبارون.. (٢٨٤٦) .

1 / 89