31

Explanation of the Hadith 'Two Hungry Wolves'

شرح حديث «ما ذئبان جائعان»

پژوهشگر

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

ناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

ژانرها

وقال: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ (١). وفي بعض الآثار: يقول الله ﷿: "أَنَا العَزيزُ؛ فمن أرادَ العزّ فليُطِعِ العَزيزَ، وَمَن أَرادَ عزَّ الدُّنيا وَالآخِرةِ وشرفهما فَعليهِ بالتَّقْوَى". وكان حجاج بن أرطاةَ يقولُ: قَتلني حُبُّ الشَّرفِ. فقالَ لهُ سَوَّارٌ: لَوِ اتقيتَ الله شَرفتَ. وفي هذا المعنى يقول القائل شعرًا: أَلَا إِنمَا التَّقْوَى هِيَ الْعِزُّ والْكَرَمُ ... وَحُبُّكَ لِلدُّنْيا هُوَ الذُّلُّ والسَّقَم وَليسَ عَلَى عَبْدٍ تقيٍّ نقيصَة ... إِذَا حَقَّقَ التَّقوَى وَإنْ حَاكَ أَو حَجَم وقال صالحٌ الباجيُّ: الطاعةُ إمرةٌ والمُطِيعُ للَّه أَميرٌ مُؤَمَّر عَلى الأُمراءِ، أَلا تَرَى هَيبتَهُ في صُدورِهِم، إِن قَالَ قَبِلُوا، وِإن أَمر أَطاعُوا، ثم يَقولُ: يَحقُّ لمن أَحسنَ خِدمتَكَ وَمننتَ عليهِ بمحَبَّتِكَ أن تُذْلِلَ له الجبابرةَ حتى يَهَابوهُ لهيبتهِ في صُدورهم من هيبتَكَ في قلبهِ، وكُلُّ الخيرِ من عندكَ بأوليائكَ. وقال بعضُ السلفِ الصالح: مَنْ أَسعدُ بالطاعةِ مِنْ مُطيع؟ ألاَ وَكُلُّ الخيرِ في الطاعةِ، أَلا وِإن المُطيعَ لله مَلِكٌ في الدُّنْيَا والآخرةِ. وقال ذو النون: مَن أكرمُ وأَعزُّ مِمَّن انقطَعَ إِلَى مَنْ مَلكَ الأَشياءَ بيدهِ؟ دَخلَ محمدُ بنُ سُليمانَ أَميرُ البصرةِ عَلَى حمادِ بنِ سلمةَ وقعدَ بين يديهِ يسألُهُ فَقَالَ له: يا أَبا سلمة، مَا لي كلما نظرتُ إليكَ ارتعدتُ فرقًا منكَ؟ قال: لأَنَّ العالِمَ إِذَا أَرادَ بعلمه وجهَ الله خافَهُ كلُّ شيءٍ، وإنْ أَرادَ أن يُكثِّرَ بهِ الكُنوزَ خافَ مِن كلِّ شيءٍ.

(١) فاطر: ١٠.

1 / 92