Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani
شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
ناشر
دار ابن الجوزي
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
ژانرها
تُجمَع على «خَرَائِد»، مثل: صحيفة وصحائف، وفريدة وفرائد، كما أنَّ «خَرِيدَة» تُجمَعُ أيضًا على «خُرُد»، والمراد بـ «الخريدة»: البِكْرُ النَّاعِمَة.
والمعنى: دع عنك الشَّوْقَ والتَّوَقَان بتَذَكُّر الآنِسَات والنِّسَاءِ النَّاعِمَات، ولا تُعَلِّقْ قلبَك وفكرَك بِهِنَّ، ولا تَشْغَل نفسَك بذلك.
ولا شك أن فتنة النساء هي أعظم فتنة للرجال، كما جاء في الصحيحين عن أسامة بن زيد ﵁ قال: قال رسولُ الله ﷺ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ» (١)، وما أكثر ما صرفت فتنةُ النساء النفوسَ عن المطالب العالية (٢)، فلا بد حينئذٍ من الإعراضِ عن التعلُّقِ بالآنِسَات الخُرَّدِ والشوق نحوهن.
قال الناظمُ ﵀:
٢. وَالنَّوْحَ في أَطْلاَلِ سُعْدَى إِنَّمَا ... تَذْكَارُ سُعْدَى شُغْلُ مَنْ لم يَسْعَد
هذا البيت متصلٌ في المعنى بالبيت الذي قبله. فقوله: «وَالنَّوْحَ في أَطْلاَلِ» أي: ودع عنك النَّوحَ وهو: البكاء، «في أَطْلاَلِ» جمع طَلَل، وهو البِنَاءُ الدَارِسُ البَالِي، وعادةُ العُشَّاقِ أنهم يذهبون إلى ديار محبوباتهم ومعشوقاتهم ويَنُوحُون عليهنَّ، وهذا مثل قول الشاعر (٣):
(١) متفقٌ عليه، أخرجه البخاري (٥/ ١٩٥٩ رقم ٤٨٠٨)، ومسلم (٤/ ٢٠٩٧ رقم ٢٧٤٠). (٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في «اقتضاء الصراط المستقيم» (٢/ ٥١٤): (وَأَكْثَرُ مَا يُفْسِدُ المُلْكَ [وفي بعض النسخ: المِلَلَ] وَالدُّوَلَ طَاعَةُ النِّسَاءِ). (٣) هو: قيس بن الملوح بن مزاحم، المعروف بـ «مجنون ليلى»، وهذان البيتان في «ديوانه».
1 / 37