Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani
شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
ناشر
دار ابن الجوزي
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
ژانرها
أخبر ولا ندري ما معناه، وهذا خلاف المأثور عن السلف فقد جاء تفسير الاستواء بألفاظٍ معروفةٍ: (علا، وارْتَفَعَ، واستَقَرَّ، وصَعِدَ) (١)، وقال الإمام مالك -كما تقدم-: (الاستواءُ معلومٌ) فلو أنَّ هذا السائل قال للإمام مالك: ما معنى الاستواء؟ لأمكن أن يقول: (علا وارتفع)، ولكن السائل كان مُعْتَدِيًَا في سؤاله فقال: كيف استوى؟ فأجاب بهذا الجواب المُحْكَم السَّدِيد، قال: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ولا أراك إلا رجلَ سُوءٍ) فأمر به فأُخْرِجَ، فاستعظم ﵀ هذا السؤال المُنْكَر؛ لأنَّه تَكَلُّفٌ، وسؤالٌ عما لا سبيل إلى العلم به.
قال الناظمُ ﵀:
٢٠. قَالُوا: النُّزُولُ؟ فقُلتُ: نَاقِلُهُ لَنَا ... قَومٌ هُمُ نَقَلُوا شَرِيعَةَ أَحْمَدِ (٢)
المراد بـ «النزول» هنا النزول الإلهي الذي جاءت به النصوص، وتواترت به الروايات، ونقله الثقات، وهو نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر.
فقوله: «قَالُوا: النُّزُولُ؟» أي: ما تقول في نزولِ الربِّ ﷿؟ هل تُثْبِتُهُ؟ أو تتأوَّله كما يقول المعطلة: تنزل رحمتُه، أو ينزل مَلَكٌ من الملائكة، أو نحو ذلك؟
(١) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٤٥٤ - ٤٥٨) ط: التركي، و«التمهيد» (٧/ ١٣١ - ١٣٢)، و«شرح أصول الاعتقاد» (٣/ ٣٩٧ - ٤٠٠)، و«العلو للعلي الغفار» للذهبي (ص ٧٣ و١٥٣ و١٥٩ - ١٦٠ و١٨٠ و١٨٦ و٢٠٥ و٢٣١)، و«العرش» له أيضًا (٢/ ٩ - ١٦)، و«مختصر الصواعق» (٣/ ٨٨٨ - ٩٤٦) مهم. (٢) وقع في بعض النسخ: «قَومٌ تَمَسُّكُهُمْ بِشَرْعِ مُحَمَّدِ».
1 / 63