Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
ناشر
مطبعة سفير
محل انتشار
الرياض
ژانرها
وقولهم: «إذًا نكثر»: «أي إذا كان الدعاء لا يُردّ منه شيء، ولا يخيب الداعي في شيء منه، نكثر الدعاء لعظيم فوائده» (١).
٨ - عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» (٢).
والمراد بقوله: «أكرم»: «أي أسرع ميلًا، وأنفع تأثيرًا، وأكثر فضلًا» (٣)؛ لما فيه من التذلل، والانكسار، والاعتراف بقوة اللَّه تعالى، وكمال قدرته، وغناه، ودلّ هذا الحديث أيضًا على فضل الدعاء، وعلو منزلته؛ لأنه يجتمع فيه من أنوع التعبد ما لا يجتمع في غيره، حيث لم توصف عبادة بهذا اللفظ سواه، فينبغي للعبد أن يلازمه، ويكثر منه ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.
وبيّن النبي ﷺ أن الدعاء سبب للأمان من غضب اللَّه تعالى.
٩ - قال النبي ﷺ: «مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ» (٤).
(١) الفتوحات الربانية، ٧/ ٢٦٥. (٢) سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في الدعاء، ٥/ ٤٥٥، برقم ٣٣٧٠، وسنن ابن ماجه، كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، ٢/ ١٢٥٩، برقم ٣٨٢٩، ومسند الإمام أحمد، ١٤/ ٣٦٠، برقم ٨٧٤٨، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٣٨. (٣) شرح السندي على ابن ماجه، ٤/ ٢٦٢، ورش البرد شرح الأدب المفرد، ص ٣٦٩. (٤) سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله ﷺ، باب منه، ٥/ ٥٥٣، ٣٣٧٣، والأدب المفرد للبخاري، ص ٢٢٩، ومسند أبي يعلى، ١٢/ ١٠. وقال عنه الألباني في صحيح الترمذي: «صحيح».
1 / 23