Explanation of Sahih Muslim - Hasan Abu Al-Ashbal
شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال
ژانرها
شرح حديث: (إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم)
قال: [وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي المصري أخبرنا ابن وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب].
إذا جاء بين ابن وهب وابن شهاب الزهري يونس فإنما هو يونس بن يزيد الأيلي.
قال: [عن ابن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة ﵁ يقول: قال رسول الله ﷺ: (إذا كان رمضان)].
(كان) بمعنى: صار كائنًا وموجودًا، وهو بمعنى الرواية الأولى: (إذا جاء رمضان).
أي: إذا جاء رمضان وصار كائنًا.
قال: [(فتحت أبواب الرحمة)]، وفي الرواية الأولى: (فتحت أبواب الجنة) وما الرحمة إلا ثمرة من ثمار الجنة.
قال: [(وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين)] أما كيفية سلسلة الشياطين فلا يعلمها إلا الله ﷿.
وعن أبي هريرة ﵁: (أن النبي ﷺ لما حضر رمضان قال: قد جاءكم شهر مبارك) يعني: كله بركة.
ثم قال: (افترض عليكم صيامه)، أي: فرض الله ﷿ علينا صيام هذا الشهر، إلا من كان صاحب عذر.
ثم قال: (تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر -هي ليلة القدر، وهي أفضل عند الله ﷿ من ألف شهر- من حرم خيرها فقد حرم)، أي: من حرم خير هذه الليلة -وهي ليلة القدر- فهو المحروم حقًا، وهذا الحديث صحيح لغيره.
وعن عرفجة قال: (كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدث عن رمضان، قال: فدخل علينا رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، فلما رآه عتبة هابه واستعظمه فسكت الرجل -أي: فسكت عتبة - قال: فحدث عن رمضان -أي: فحدث هذا الرجل عن رمضان- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول)، إذًا: هذا الرجل الذي لم يذكر اسمه في هذه الرواية صحابي؛ لأنه قال: سمعت رسول الله ﵊، والصحابي لا تضر جهالة عينه؛ لأن الصحابة كلهم عدول، ولذلك عدم ذكر اسم الصحابي في الرواية لا يؤثر على الصحة ألبتة.
قال: (فحدث هذا الرجل عن رمضان، قال: سمعت النبي ﷺ يقول في رمضان -أي: يقول في حق رمضان وفي فضل رمضان- تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة، وتصفد الشياطين).
أنا أريد أن أؤكد على معنى (تصفيد الشياطين)؛ لأنني سمعت سنة (١٩٩٠م) أحد المشايخ على منبر الجمعة يقول: هذا الحديث وإن كان متفقًا عليه إلا أنه منكر جدًا عندي، ونكارته في إثبات الوضاعين لهذه الجملة: (وتصفد الشياطين)؛ فإذا كانت الشياطين تصفد في رمضان فما بالنا نرى المعاصي؟ ثم قال: والواقع يشهد على تكذيب هذا الجزء من الحديث.
أقول: للأسف الشديد إن الذي قال هذا الكلام هو رجل منسوب إلى العلم، ويتكلم بألسنتنا، ويدين بديننا، ويصعد المنابر ويعظ الناس.
فلما فرغ من خطبته قلت: يا عبد الله! أما يجدر بك أن تسأل أهل العلم إذ لم تعرف، فإنما شفاء العي السؤال؟ قال: أنت العليم؟ قلت: هذا لا يضرني، إنما الذي يضرك أن تهجم على النبي ﵊ بعد مماته، لو أنك في مجلس النبي ﵊ وقال هذا الكلام أكنت تجرؤ أن ترد عليه؟ قال: لا، لو قال ذلك ما كنت أجرؤ على الرد عليه، قلت: بلى والله قد قاله، وهذا الكلام ثابت في الصحيحين وغيرهما، فإذا به يهجم على الصحيحين وعلى أصحاب الصحيحين، فقلت: يكفي، لا يحاسبك الله ﷿ على ما تقول؛ لأنك مجنون، والقلم مرفوع عنك، ثم تركته.
قال ﷺ: (تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة، وتصفد فيه الشياطين، قال: وينادي فيه ملك: يا باغي الخير أبشر، -وفي رواية-: أقبل) يعني: يا مريدًا لفعل الخير أقبل، فإن هذا هو موسم الطاعة، مع أنك مأمور بالطاعة في كل وقت وحين، ولكن هذا الموسم المتعارف عليه الذي هو منحة الله ﷿ لعباده.
ثم قال: (ويا باغي الشر أقصر)، يعني: ارجع عن شرك؛ مخافة أن تقبض في هذا الشهر الذي هو محل الطاعة وأنت على هذا الشر وهذه المعصية.
قال: (ويا باغي الشر أقصر، حتى ينقضي رمضان)، يعني: تصور أن الله ﷿ يسخر لك ملكًا ينادي عليك من أول يوم في رمضان إلى آخر يوم: يا باغي الخير أقبل وأبشر، ويا باغي الشر أقصر، من أول رمضان إلى أن تسمع أن غدًا العيد، وقد يسأل امرؤ نفسه، فيقول: من أنا حتى يسخر الله ﷿ لي هذا الملك ينادي عليّ شهرًا كاملًا، وأنا أحيانًا أعصي الله وأحيانًا أعرض وأجهل وغير ذلك؟ لو عرفت من أنت لكنت طائعًا، إذا كنت طائعًا لله ﷿ فأنت خير من هذا الملك الذي ينادي عليك، ولذلك اختلف أهل العلم عليهم جميعًا رحمة الله ﷿ أيهما أفضل: الملائكة أو البشر؟ ولقد حقق ش
12 / 7