56

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

ناشر

غراس للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

ژانرها

وهي ككيفية صفة المخلوق. وليس كلُّ مكيف ممثلًا؛ لأنَّه في بعض أحواله لا يقيس صفة الخالق ﵎ على صفة المخلوق؛ وذلك إذا قدَّر لصفة الله صفة في ذهنه يخترعها، وليست على ضوء ما يراه ويشاهده من المخلوقات. ومما يدل على بطلان التكييف، والتحذير منه قول الله ﵎: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا﴾ ١، وقول الله تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ ٢. وأما الأدلة على بطلان التشبيه، فالنصوص في إبطاله كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ ٣، وقوله: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ ٤، والاستفهام هنا إنكاري بمعنى النفي، أي: لا سمي له. وقوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ ٥، وقوله تعالى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ٦. فالسلف ﵏ يقولون في الله ﷿: " لا يقاس بخلقه "، ومرادهم بذلك إبطال التمثيل؛ لأنَّ التمثيل قياس للربِّ الكامل العظيم بالمخلوق الناقص الضعيف. " أو تأويل يؤدي إلى التعطيل"وهذا هو المحذور الثالث من المحاذير التي ينبغي أن يجتنبها المسلم عند إثباته الصفات لله ﵎: التأويل. والتأويل منه ما هو ممدوح، ومنه ما هو مذموم، ولهذا قيد المصنف ﵀ التأويل بقوله:"الذي يؤدي إلى التعطيل". فالتأويل الممدوح هو: تفسير النص، وفهم معناه ومدلوله على ضوء مراد الله ﵎ ومراد رسوله ﷺ. فهذا حق ومطلوب، وهو الذي

١ الآية ٣٦ من سورة الإسراء. ٢ الآية ١١٠ من سورة طه. ٣ الآية ١١ من سورة الشورى. ٤ الآية ٦٥ من سورة مريم. ٥ الآية ٤ من سورة الإخلاص. ٦ الآية ٢٢ من سورة البقرة.

1 / 60