120

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

ناشر

دار ابن الجوزي،الدمام

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢١هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

الثالث: أن الكفار يرونه رؤية تعريف وتعذيب، كاللص إذا رأى السلطان، ثم يحتجب عنهم؛ ليعظم عذابهم، ويشتد عقابهم، وهذا قول أبي الحسن بن سالم، وأصحابه، وقول غيرهم. وهم في الأصول منتسبون إلى الإمام أحمد ابن حنبل، وأبي سهل بن عبد الله التستري"١.
وعلى كل حال فليست "هذه المسألة فيما علمت مما يوجب المهاجرة، والمقاطعة، فإن الذين تكلموا فيها قبلنا عامتهم أهل سنة، واتباع"٢، لكن "ليس لأحد أن يطلق القول بأن الكفار يرون ربهم من غير تقييد لوجهين:
أحدهما: أن الرؤية المطلقة قد صار يفهم منها الكرامة، والثواب، ففي إطلاق ذلك إيهام وإيحاش، وليس لأحد أن يطلق لفظًا يوهم خلاف الحق إلا أن يكون مأثورًا عن السلف، وهذا اللفظ ليس مأثورًا.
الثاني: أن الحكم إذا كان عامًا ففي تخصيص بعضه باللفظ خروج عن القول الجميل، فإنه يمنع من التخصيص. فإن الله خالق كل شيء، ومريد لكل حادث، ومع هذا يمنع الإنسان من أن يخص ما يستقذر من المخلوقات، وما يستقبحه الشرع من الحوادث، بأن يقول على الانفراد: يا خالق الكلاب، ويا مريدًا للزنى، ونحو ذلك بخلاف ما لو قال: يا خالق كل شيء، ويا من كل شيء يجري بمشيئته"٣.
فصل
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي ﷺ مما يكون بعد الموت،

١ مجموع الفتاوى (٦/٤٨٧ – ٤٨٨) .
٢ المصدر السابق (٦/٥٠٢) .
٣ المصدر السابق (٦/٥٠٤) .

1 / 125