Explanation of Al-‘Aqidah Al-Tahawiyyah - Khalid Al-Muslih
شرح العقيدة الطحاوية - خالد المصلح
ژانرها
إثبات صفة الوحدانية والفردانية لله جل وعلا
ثم قال ﵀ في التعليل للجملة السابقة: [فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفة الوحدانية] (الوحدانية) مأخوذة من اسم الله الواحد، والواحد اسم من أسماء الله ﷿، كما قال تعالى: ﴿إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [النحل:٢٢] فالله ﷾ واحد في صفاته واحد في أفعاله واحد في أسمائه واحد فيما يجب له، فهو ﷾ واحد لا شريك له.
وبعض العلماء يقول الوحدانية مأخوذة من اسم الله ﷿ الأحد، والأحد اسم من أسماء الله ﷿، كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:١] لكن الظاهر أن هذا القول ليس بصواب؛ لأن الأحد ينسب إليه صفة الأحدية، وأما هنا فالمؤلف قال: (الوحدانية) فتكون مأخوذة من اسمه ﷿ الواحد.
قال ﵀: [منعوت بنعوت الفر دانية] (منعوت) أي: موصوف، والنعت والوصف بمعنىً واحد، وبعضهم يفرق بين النعت والوصف، لكن الذي جرى عليه أكثر العلماء على أن النعت والوصف لفظان مترادفان معناهما واحد، فقوله ﵀: (منعوت بنعوت الفردانية) أي: موصوف جل وعلا بصفات الفردانية، وصفة الفردانية مأخوذة من الفرد، والفرد ليس اسمًا لله ﷿ فإنه لم يثبت ثبوتًا يعتد به ويلحق هذا الوصف بأسمائه، لكنهم قالوا: إنه مأخوذ من قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص:٢] فإن من معاني اسمه الصمد (الذي لم يلد ولم يولد) فهو فرد ﷾.
8 / 14