التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
ژانرها
من ضرب ذلك المثل؟ و«ذا» في قولهم ﴿مَاذَا﴾ اسم موصول بمعنى: الذي، وجملة ﴿أَرَادَ اللَّهُ﴾ صلةُ الموصول، والموصول وصلتُه خبرُ المبتدأ الذي هو: «ما» الاستفهامية.
وقولُه: (قال - تعالى - في جوابِهم …) إلى آخره: يريد أنَّ قوله تعالى: ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا﴾ جوابٌ لقول الكفار: ﴿مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾، وقد تضمَّن الجواب بيانَ حكمته - تعالى - في ضرب المثل؛ وهي ابتلاء العباد فيهتدي به مَنْ آمن بأنه الحق - وهم كثيرٌ - ويُضِلُّ به مَنْ طعن في حكمة لله مِنْ ضرب المثل حتى قالوا: ماذا أراد الله بضرب هذا المثل، فإنه لا تظهرُ فيه حكمة فأيُّ فائدة في ضربه المثلَ؟ فصار ضَرْبُ المثل سببًا لهداية المؤمنين وسببًا لضلال الكافرين، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا﴾.
وقولُه: (الخارجينَ عن طاعتِه): يريد أنَّ الفاسقين هم الكفار والمنافقون، فَفِسْقُهُم هو الفِسق الأكبر، وهو: المذكور في قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا﴾ [السجدة: ٢٠]. وفي قول المؤلِّف: (الخارجينَ) إشارةٌ إلى أصل معنى الفِسق في اللغة، وهو الخروج عن الشيء، ومنه قولهم: «فسقتِ الرُّطبةُ مِنْ قشرها» أي: خرجتْ (^١).
وقولُه: (نَعْت): يريد أنَّ الاسم الموصول بصلتِه نعتٌ للفاسقين، فالموصول في محل نصب؛ لأنَّ الفاسقين مفعولٌ به ليضل، والاستثناء مُفرَّغ.
وقولُه: (مَا عَهِدَهُ إليهم …) إلى آخره: هذا تفسيرٌ للعهد الذي ينقضونه، وهو أنَّ مما عهد الله به إلى أهل الكتاب أن يؤمنوا بالنبي محمد ﷺ إذا
(^١) ينظر: «لسان العرب» (١٠/ ٣٠٨).
1 / 79