التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
ژانرها
وقوله تعالى: ﴿وَبِالْآخِرَةِ﴾ أي: بالدَّار الآخرة، وهي: دارُ القيامة في مقابل دار الدنيا؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (١٣)﴾ [الليل: ١٣].
وقوله تعالى: ﴿عَلَى هُدًى﴾؛ أي: على نورٍ وبيِّنةٍ وبصيرةٍ واستقامةٍ وسَدادٍ.
﴿الم﴾ الله أعلمُ بمرادِه بذلك ﴿ذَلِكَ﴾ أي: هذا ﴿الْكِتَابُ﴾ الذي يَقرؤُه محمد ﴿لَا رَيْبَ﴾ لا شكَّ ﴿فِيهِ﴾ أنه مِنْ عند الله، وجملةُ النفي خبرٌ مبتدؤُه «ذلك»، والإشارةُ به للتعظيم ﴿هُدًى﴾ خبرٌ ثانٍ أي: هاد ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ الصائرينَ إلى التقوى بامتثالِ الأوامرِ واجتنابِ النَّواهي لاتِّقائِهم بذلكَ النار ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾ يُصدِّقون ﴿بِالْغَيْبِ﴾ بما غابَ عنهم من البعثِ والجنةِ والنارِ ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ أي: يأتونَ بها بحقوقِها ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ﴾ أعطيناهم ﴿يُنْفِقُونَ﴾ في طاعةِ الله ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾ أي: القرآن ﴿وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ أي: التوراةُ والإنجيلُ وغيرهما ﴿وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ يعلمون ﴿أُولَئِكَ﴾ الموصوفونَ بما ذُكِرَ ﴿عَلَى هُدًى مِنْ رَبّهمْ وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ الفائزون بالجنَّة النَّاجونَ مِنْ النار.
وقولُ المؤلِّف: (الله أعلمُ بمرادِه بذلك): هذا أحد الأقوالِ في الحروف المقطَّعة في أوائل السور كالبقرة وآل عمران والأعراف وغيرها، ومعنى: هذا القولُ في الحروف المقطَّعة أنها مِنْ المتشابِه الذي لا يَعلمُ تأويلَه إلا الله، وقد اختار المؤلِّفُ هذا القول (^١)، ولهذا قال: (الله أعلمُ بمرادِهِ)، وفيها أقوالٌ أخرى (^٢): استوفاها الإمامُ ابن جرير، ورواها بالأسانيد (^٣)، واختار أنَّ الحروفَ
(^١) روي هذا القول عن: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود ﵃ وعامر الشعبي، وسفيان الثوري، والربيع بن خثيم. ينظر: «تفسير القرطبي» (١/ ١٥٤). (^٢) ينظر الخلاف في المسألة، والأقوال فيها تزيد على العشرين قولًا في: «تفسير الطبري» (١/ ٢٠٤ - ٢٢٨)، و«زاد المسير» (١/ ٢٥ - ٢٦)، و«تفسير ابن كثير» (١/ ١٥٦ - ١٦٠). (^٣) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٢٠٤ - ٢١٠).
1 / 34