التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
ژانرها
وقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨)﴾ [البقرة: ٤٨]:
﴿وَاتَّقُوا﴾: أي اتخذوا وقايةً من الإيمان والعملِ الصالح تَقيكم شرَّ ذلك اليوم.
﴿لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾: أي لا يُغني أحدٌ عن أحدٍ، ولا تكون نفسٌ فداءً عن نفسٍ، ولو كان أقربَ قريب؛ كقوله تعالى: ﴿وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا﴾.
﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾: أي ولو وُجدَ شافعٌ لم تُقبل شفاعتُه، ولكن ليس هناك من يشفع للظالمين؛ أي المشركين؛ كما قال تعالى عن الكفار: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١)﴾ [الشعراء: ١٠٠ - ١٠١].
﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾: أي فداء؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا﴾ [الأنعام: ٧٠] (^١).
﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨)﴾: أي ليس لهم مَنْ ينصرُهم، ويُنجيهم من عذاب الله.
﴿يَا بَنِي إسْرَائِيلَ اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾ بالشكر عليها بطاعتي ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ﴾ أي آباءكم ﴿عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ عالمي زمانهم. ﴿وَاتَّقُوا﴾ خافوا ﴿يَوْمًا لَا تَجْزِي﴾ فيه ﴿نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾ هو يوم القيامة ﴿وَلَا تُقْبَلُ﴾ بالتاء والياء ﴿مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾ أي ليس لها شفاعة فتقبل ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شافعين﴾. ﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ فداء ﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ يُمنعون من عذاب الله.
(^١) ينظر: «غريب القرآن» لابن قتيبة (ص ٤٨).
1 / 118