وهنالك أيضًا كتاب آخر يستحق اهتمامنا. اسمه " تاريخ فرنسا " (١)، تأليف هـ. غيومان وف. لو ستير (لصفوف الشهادة الابتدائية).
هذا الكتاب يُدَرَّسُ في مدرسة القديس يوسف للبنات في بيروت وفي مدارس هذه الإرسالية في غير بيروت بلا ريب (٢) وقد جاء فيه مما نحن بصدده:
ص ٨٠ - ٨١: «إِنَّ مُحَمَّدًا، مُؤَسِسُ دِينِ المُسْلِمِينَ، قَدْ أَمَرَ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُخْضِعُوا العَالَمَ وَأَنْ يُبَدِّلُوا جَمِيعَ الأَدْيَانِ بِدِينِهِ هُوَ. مَا أَعْظَمَ الفَرْقَ بَيْنَ هَؤُلاَءِ الوَثَنِيِّينَ وَبَيْنَ النَّصَارَى. إِنَّ هَؤُلاَءِ العَرَبِ قَدْ فَرَضُوا دِينَهُمْ بِالقُوَّةِ وَقَالُوا لِلْنَّاسِ: " أَسْلِمُوا أَوْ تَمُوتُوا "، بَيْنَمَا أَتْبَاعُ المَسِيحِ رَبِحُوا النُّفُوسَ بِبِرِّهِمْ وَإِحْسَانِهِمْ.
مَاذَا كَانَتْ حَالُ العَالَمِ لَوْ أَنَّ العَرَبَ انْتَصَرُوا عَلَيْنَا؟ إِذَنْ لَكِنَّا نَحْنُ اليَوْمَ مُسْلِمِينَ كَالجَزَائِرِيِّينَ وَالمَرَّاكِشِيِّينَ».
بمثل هذا الحقد يكتب المبشرون الكتب، ويضعونها في المدارس لأبنائنا ثم يزعمون أنهم جاءوا للتعليم والتهذيب. لقد صدق العرب: إن فاقد الشيء لا يعطيه. أفبمثل هذا يسعى سعاة الأمم بأن يقروا السلام في العالم والاطمئنان بين الشعوب والأمم؟ إن الاطمئنان والسلام لن يسودا ما دام هؤلاء المبشرون يزرعون أرض العالم أحقادًا وبغضاء.
٤ - ويلحق بكتب التدريس التي عني بها المبشرون والتي تتضمن تهجمًا على العرب والإسلام كتب الخلافات، وهي كتب تتضمن ردودًا على الإسلام واعتراضات على عقائده وتاريخه (٣). هذه الكتب لا تختلف كثيرًا عن النموذج الذي رأيناه قبل بضعة أسطر، ولكن يقصد بها طبقات القراء من الناس لا الذين لا يزالون على مقاعد الدراسة فقط.
٥ - ومن سياسة المبشرين إقامة الاجتماعات التي تلقى فيها الخطب وتقام فيها المناظرات والمجادلات (٤).