293

Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

ناشر

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرها

قال ﷺ "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" (١) فالله ﷿ كتب الإحسان على كل شيء وعلى بمعنى (في) أي أمركم بالإحسان في كل شيء وعلى كل حاله أمر بالإحسان في الذبح وأمر بالإحسان في القتل.
والإحسان في القتل هو اختيار أسهل الطرق وأقلها إيلامًا.
وإذ ذبح فلا بد من الإحسان فلا يصرعها بعنف ولا يجرها للذبح بعنف ولا يذبحها بحضرة أخرى ويجب عليه أي على الذابح أن يحد شفرته أي سكينه أي ليجعلها حادة ويستحب أن لا يحدها بحضرة الذبيحة وأن يجعل السكين في إمرارها فيجب إراحة الذبيحة وإراحتها يكون بفعل كل ما سبق (٢).
٢ - ومن حقوق الدواب أيضا حرمة صبرها لورد النهي عن صبر البهائم واتخاذها غرضا: قال أنس ﵁: نهى رسول الله ﷺ أن تصبرا البهائم. (٣) وقال جابر بن عبد الله ﵁: نهى رسول الله ﷺ أن يقتل شيء من الدواب صبرًا. (٤) وعن سعيد بن جبير قال: مر ابن عمر بنفر أو بفتيان من قريش قد نصبوا دجاجه يترامونها وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: "من فعل هذا لعن الله من فعل هذا وأن رسول الله ﷺ لعن من فعل هذا من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا"، وصبر البهائم هو حبسها وهي حية لتقتل بالرمي ونحوه وهو معنى لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضا أي لا تتخذوا الحيوان الحي غرضا ترمون إليه كالغرض من الجلود وغيرها وهذا النهي للتحريم ولهذا قال ﷺ في رواية ابن عمر "لعن الله من فعل هذا" ولأنه تعذيب للحيوان وإتلاف لنفسه وتضييع لماليته وتفويت لذكاته إن كان مذكي ولنفعته إن لم يكن مذكي.

(١) أخرجه مسلم (١٩٥٥)، وأبو داود (٢٨١١).
(٢) شرح مسلم للنووي (٧/ ١١٨)، وعون المعبود (٤/ ٢).
(٣) البخاري (٥٥١٣)، ومسلم (١٩٥٦).
(٤) مسلم (١٩٥٩).

1 / 293