256

Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

ناشر

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرها

عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته". (١)
١٥ - حق الجنين:
الجنين هو: الولد ما دام في بطن أمه لاستتاره فيه وجمعه أجنه وأجنن بإظهار التضعيف فسمي جنينا لاستتاره فأجنته المرأة جنينا أي حملته.
وجمع الجنين: أجنه وأجنن وقد جن الجنين في الرحم يجن جنا وأجنته الحامل سترته ومنه الجنون لاستتار عقله والجان لاستتاره عن أنظار الناس (٢).
١ -: حق الجنين في أبوين صالحين: بين القرآن الكريم، وكذا سنة رسوله الأمين ﷺ في ضرورة الاهتمام والتدقيق عند اختيار الزوج وكذا الزوجة، وبين الله تعالى أن الأسرة الصالحة تنشأ بين أبوين صالحين يتقيان الله تعالى بإقامة أوامره والانتهاء عن نواهيه، قال تعالى: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ (الكهف: ٨٢)، فجعل العلة صلاح الأب الذي هو عليه الكسب غالبًا، فعليه أن يطعم زوجته التي تحمل ولده حلالًا طيبًا، والله تعالى يقول: ﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠٠)﴾ [المائدة: ١٠٠]. فالخبيث الحرام، والطيب الحلال، والخبيث إن كثر لا يفلح ولا ينجب ولا تحسن له عاقبة، والطيب وإن قل نافع مفيد جميل العاقبة.
وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ [البقرة: ١٦٨]، وقال رسول الله ﷺ: "إِذَا أتاكم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينه وَخُلُقَهُ فَأنكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تكُنْ فِتْنةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ قَالوا يَا رَسُولَ الله وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَال إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينه وَخُلُقَهُ فَأنْكِحُوهُ ... " (٣).
فقد جعل لقبول الرجل زوجًا للمرأة شرطين (الدين والخلق)، والدين يشمل إقامة

(١) أبو داود في الأدب (٤/ ٤٨٨٠)، والإمام أحمد في مسنده (٤١/ ٤٢٤)، والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٢٥٦)، وصححه الألباني في الترغيب والترهيب (٢٣٤٠).
(٢) لسان العرب (١٣/ ٩٢ - ٩٣).
(٣) الترمذي (١٠٨٥، ١٠٨٤)، وحسنه الألباني في الإرواء (١٨٦٨).

1 / 256