Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
ناشر
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
ژانرها
حُرْمَةُ الله فَيَنْتَقِمَ للهَّ بِهَا" (١).
بمثل هذه القيم كانت دعوة النبي ﷺ يسر في كل شيء وذود عن حرمات الله لا عن عَرَضِ الدنيا أو أهواء النفوس. وتعدد صور السماحة في هدي النبي ﷺ مع غير المسلمين وشواهد ذلك من سيرته لا تحصر منها ما يلي:
١) رحمته ﷺ بالخلق عامة. وذلك تصديقًا لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالمِينَ (١٠٧)﴾ (الأنبياء: ١٠٧). وقال ﷺ: "لَا يَرْحَمُ الله مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ" (٢).
فكلمة: "العالمين" وكلمة "الناس" عامة تشمل كل العالمين وكل الناس، فدين الإسلام دين السماحة والرحمة يسع الناس كلهم ويغمرهم بالرحمة والإحسان.
٢) تجاوزه عن مخالفيه ممن ناصبوا له العدا، . وهذا له من الأمثلة ما يصعب حصرها وتعدادها فمنها: لما فتح مكة فكان موقفه فيها غاية ما يمكن أن يصل إليه صفح البشر وعفوهم فكان موقفه ممن كانوا حربًا على الدعوة ولم يضعوا سيوفهم بعد عن حربها أن قال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" (٣).
ومنها سماحته ﷺ مع لَبِيد بن الأعصم الذي سحره في مشط ومشاطة وحف طلع نخل ذكر في بئر زروان، وحينما أخبر عائشة بذلك قالت له: أَفَلَا اسْتَخْرَجْتَهُ قَال: "قَدْ عَافَانِي الله فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ" (٤).
ومنها سماحته مع زعيم المنافقين عبد الله بن أُبيِّ بن سلول الذي تحمل قصة الإفك ومع ذلك فقد عفا عنه ﷺ، وحينما مات عبد الله بن أُبيِّ غطاه النبيُّ ﷺ بقميصه واستغفر له حتى نزل قوله: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ (التوبة: ٨٠) (٥).
(١) البخاري (٣٥٦٠)، مسلم (٢٣٢٧). (٢) البخاري (٧٣٧٦). (٣) السيرة النبوية لابن كثير نقلًا عن ابن إسحاق (٣/ ٥٧٠). (٤) البخاري (٥٧٦٣)، مسلم (٢١٨٩). (٥) البخاري (١٢٦٩)، ومسلم (٢٤٠٠).
1 / 145