Encyclopedia of Tafsir Before the Age of Writing

Muhammad Umar al-Haji d. Unknown
4

Encyclopedia of Tafsir Before the Age of Writing

موسوعة التفسير قبل عهد التدوين

ناشر

دار المكتبى

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

محل انتشار

دمشق

ژانرها

وقوله: (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ) (١). لكن الطاعة لا تكون باللسان فحسب، إنما يتعدى ذلك إلى كل جزئيات حركة الإنسان، (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (٢). وهكذا، فمن طاعة رسول الله ﷺ تتبّع ما تحدّث به عن القرآن، أي ما فسره الرسول من القرآن، ذلك لأن أفضل ما يفسّر القرآن القرآن ذاته، ثم ما يفسره رسول الله. وهذا التفسير النبوي ليس إلا وحيا من الله، وكما قال العلماء: القرآن وحي مجمل والسنة وحي مفصّل، ولا غنى لأحدهما عن الآخر: وحي بتفصيل ووحي مجمل ... تفسيره ذاك وحي ثان وعلى هذا المنوال عاش الرعيل الأول من هذه الأمة مع القرآن وتفسير رسول الله لما أبهم وأجمل وأشكل منه، ولم يعرف عن أحد منهم تفسيره بالرأي، ولم يؤثر عن أحدهم أن له تفسيرا للقرآن الكريم. ودار الزمن دورته، وإذا بين أيدي المسلمين طائفة كبيرة من كتب التفاسير، زاد بعضها عن عشرات المجلدات، ويتساءل العاقل: كيف حدث هذا التضخّم؟ وماذا حشيت هذه المجلدات؟! صحيح أن بعضها- وهي القلة- يحوي زبدة الأحكام والقضايا المهمة، لكن الكثير منها يحوي الغث والسمين، ودخلت الإسرائيليات والموضوعات والبدع فيها، واختلط الحابل بالنابل، حتى ضاع الكلم الطيب في هذا الزحام.

(١) النساء: ٦٤. (٢) النساء: ٦٥.

1 / 10