314

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

ناشر

المكتبة العلمية بيروت

محل انتشار

لبنان

ژانرها

وقال له مالك بن حبيب: "إنه بلغني يا أمير المؤمنين أن حنظلة هذا يكاتب معاوية، فادفعه إلينا نحبسه، حتى تنقضي غزاتك وتتصرف".
وقام من بني عبس قائد بن بكير، وعياش بن ربيعة، فقالا:
"يا أمير المؤمنين، إن صاحبنا عبد الله بن المعتم قد بلغنا أنه يكاتب معاوية، فاحبسه أو مكنا من حبسه، حتى تنقضي غزاتك ثم تتصرف".
فقالا: "هذا جزاء لمن نظر لكم، وأشار عليكم بالرأي فيما بينكم وبين عدوكم؟ "
فقال لهما علي ﵇: "الله بيني وبينكم وإليه أكلكم، وبه أستظهر عليكم، اذهبوا حيث شئتم١".

١ هذا، وقد خرجا إلى معاوية في رجال من قومهما، ولكنهما لم يقاتلا معه واعتزلا الفريقين جميعًا.
٢٠٣- خطبة عدي بن حاتم الطائي:
وقام عدي بن حاتم الطائي، بين يدي علي ﵇، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال:
"يا أمير المؤمنين، ما قلت إلا بعلم، ولا دعوت إلا إلى حق، ولا أمرت إلا برشد، ولكن إذا رأيت أن تستأني١ هؤلاء القوم وتستديمهم، حتى تأتيهم كتبك، وتقدم عليهم رسلك، فعلت، فإن يقبلوا يصيبوا رشدهم، والعافية أوسع لنا ولهم، وإن يتمادوا في الشقاق، ولا ينزعوا عن الغي، نسر إليهم، وقد قدمنا إليهم العذر، ودعوناهم إلى ما في أيدينا من الحق، فوالله لهم من الحق أبعد، وعلى الله أهون

١ تنتظر.

1 / 317