161

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

ناشر

المكتبة العلمية بيروت

محل انتشار

لبنان

ژانرها

من خير خلقه رسولًا، أكرمهم نسبًا، وأصدقهم حديثًا، وأفضلهم حسبًا؛ فأنزل عليه كتابه، وأتمنه على خلقه، فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان، فآمن برسول الله ﷺ المهاجرون من قومه وذوي رحمه، أكرم الناس أنسابًا، وأحسن الناس وجوهًا، وخير الناس فعالًا، ثم كان أول الخلق استجابة لله، حين دعاه رسول الله ﷺ نحن؛ فنحن أنصار الله، ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله، فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبدًا، وكان قتله علينا يسيرًا، أقول قولي هذا، وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم". ثم قالوا يا محمد: ائذن لشاعرنا، فقال نعم، فقام الزبرقان بن بدر؛ فأنشد قصيدة في الفخر، وبعث النبي ﷺ إلى حسان بن ثابت فرد عليه؛ فقال الأقرع بن حابس التميمي. إن هذا الرجل لمؤتى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا؛ فلما فرغ القوم أسلموا، وجوزهم رسول الله ﷺ، فأحسن جوائزهم. "تاريخ الطبري ٣: ١٥٠، والكامل لابن الأثير ٢: ١٣٩، وسيرة ابن هشام ٢: ٣٦٣" وصبح الأعشى ١: ٣٧٣.
١٩- عمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر بين يدي رسول الله ﷺ: وسأل رسول الله ﷺ عمرو بن الأهتم عن الزبرقان بن بدر١ فقال عمرو: "مطاع في أدنيه٢، شديد العارضة٣. مانع لما وراء ظهره" فقال الزبرقان:

١ هما سيدان من بني تميم. ٢ أي في الأدنين منه: أي الأقربين، وأصله أدنين حذفت نونه لإضافته إلى الضمير. ٣ العارضة: قوة الكلام وتنقيحه، والرأي الجيد.

1 / 164