Egyptian Magazine 'Al-Zuhur'
مجلة «الزهور» المصرية
ناشر
دار صادر تصويرا عن
ژانرها
طيف من أطياف العياء والمذلة، نهب داء وفاقة، يطوف البلاد كفارة عما اقترفه من الآثام
سواه،
تصرخ فيه معدة ظالمة، فتذل فيه صورة الصمد المتعال،
تصفر في رأسه الرياح فتصرعه، فيردد صداها شبح الوساوس والأيام،
يهذي فيتساقط اللعاب من فيه، أسير أسقام وأوهام،
يدق صدره مستعطفًا فيرتجف هيكله الهشيم ارتجاف قصبة في الرياح،
إن في الباب شحاذًا يستنبح الكلاب،
إن في الباب مليكًا دوخه الزمان،
* * *
وإليك بخبره من فيه -
أنا نبوكدنصر من بين النهرين - نبوكدنصر الشحاذ. الملك. ملك بابل وآشور - الله
سبحانه يطوف بي في العالم مثقلًا بما ترونه من ذلة وفقر ومرض وصرع وجوع وأوجاع. . . اعطوني الله يعطيكم
ولله من ملك تخرق عيناه اللقمة قبل أن تدخل اللقمة فمه،
لله من ملك طي هذه الأطمار في هذا الهيكل الهشيم المخيف،
على كتفيه وفاضه، وعلى ذراعيه مواعينه، وفي يده هراوة يستعين بها على الدهر
والكلاب،
لله من ملك على رجليه من آثار المفاوز أشواكها، وفي ساقيه جروحها، وقد ركمت عليها
الأسفار غبارها،
لله من ملك يتساقط الدم من أنفه، والدمع من عينيه، فيتجمد هذا على
1 / 96