Egyptian Magazine 'Al-Zuhur'
مجلة «الزهور» المصرية
ناشر
دار صادر تصويرا عن
ژانرها
وعرف كيف يعيشون، وأين يسكنون، وماذا يأكلون ويشربون.
تسرب من منافذ الحواس الظاهرة إلى الحواس الباطنة فعرف النفوس وطبائعها. والعقول ومذاهبها. والمدارك ومراكزها. حتى كاد يسمه حديث النفس ودبيب المنى.
اخترق بذكائه كل حجاب، وفتح كل باب، ولكنه سقط أمام باب الغد عاجزًا مقهورًا لا يجرؤ على فتحه، بل لا يجسر على قرعه، لأنه باب الله. والله لا يطلع على غيبه أحدًا.
أيها الشبح الملثم بلثام الغيب. هل لك أن ترفع عن وجهك هذا اللثام قليلًا لنرى لمحة واحدة من لمحات وجهك، أو لا، فاقترب منا علنا نستطيع أن نستشف خيالك من وراء هذا اللثام المسدول فقد طارت قلوبنا شوقًا إليك، وذابت أكبادنا وجدًا عليك.
أيها الغد. إن لنا آمالًا كبارًا وصغارًا، وأماني حسانًا وغير حسان. فحدثنا عن آمالنا أين مكانها منك. وخبرنا عن أمانينا ماذا صنعت بها. أأذلتها وأهنتها، أم كنت لها من المكرمين.
لا لا. صن سرك في صدرك، وابق لثامك على وجهك، ولا تحدثنا حديثًا واحدًا عن آمالنا وأمانينا حتى لا تفجعنا فيها، فتفجعنا في أرواحنا ونفوسنا فإنما نحن أحياء بالآمال وإن كانت باطلة. وسعداء بالأماني وإن كانت كاذبة.
وليست حياة المرء إلا أمانيا ... إذا هي ضاعت فالحياة على الأثر
مصطفى لطفي المنفلوطي
1 / 34