166

درة التنزيل وغرة التأويل

درة التنزيل وغرة التأويل

پژوهشگر

د/ محمد مصطفى آيدين

ناشر

جامعة أم القرى

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

محل انتشار

وزارة التعليم العالي سلسلة الرسائل العلمية الموصى بها (٣٠) معهد البحوث العلمية مكة المكرمة

قدم (لا إله إلا هو) في هذه السورة، لأن فيما قبله ذكر الشركاء والبنين والبنات، فدفع قول قائليه بقوله: (لا إله إلا هو)، ثم قال: (خالق كل شيء) . وفي المؤمن قبله ذكر الخلق، وهو لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس) غافر: ٥٧، فجرى الكلام على إثبات خلق الناس، لا على نفي الشريك: فقدم في كل سورة ما يقتضيه ما قبله من الآيات. وقال ابن الزبير ت ٧٠٨ هـ في نفس الموضع: والجواب عن ذلك: أن آية الأنعام لما تقدم فيها قوله تعالى: (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم) الأنعام: ١٠٠ وقوله تعالى: (أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة) الأنعام: ١٠١ كان الملائم نفي ما جعلوه وادعوه من الشركاء، والصاحبة والولد، فقدم ما الأمر عليه من وحدانيته ﷾ عن الشركاء، والولد فقال: (لا اله إلا هو) وعرف العباد @@@ ٧٩ بعد بأن كل ما سواه سبحانه خلقه وملكه فقدم الأهم في الموضع. وأما آية غافر فتقدمها قوله تعالى: (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس) غافر: ٥٧ ثم قوله تعالى: (الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا..) غافر: ٦١، فلما تقدم ذكر الخلق الأعظم ولم يتقدم هنا ما تقدم في آية الأنعام ما أتبع بالتنبيه على أنه سبحانه خالق كل شيء فكان تقديم هذا التعريف

1 / 168