180

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

پژوهشگر

عرفات مطرجي

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨/١٩٩٨هـ

محل انتشار

بيروت

(ومجرفة مطروحة ومحسة ... ومقرعة صفراء بَال سيورها)
وَإِنَّمَا كسر الْمِيم من محسة لِأَن الأَصْل فِيهَا محسسة، فادغم أحد الحرفين المتماثلين فِي الآخر وشدده، والمشدد يقوم مقَام حرفين كَمَا فعل فِي نظائرها، مثل محفة ومخدة ومظلة ومسلة.
من وهمهم أَيْضا فِي هَذَا النَّوْع قَوْلهم لما يروح بِهِ: مروحة بِفَتْح الْمِيم، وَالصَّوَاب كسرهَا.
وَأَخْبرنِي أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد التَّمِيمِي الْمَعْرُوف بالباقلاوي قِرَاءَة عَلَيْهِ، قَالَ: أخبرنَا أَبُو عَمْرو الهزاني عَن عَمه أبي روق عَن الرياشي عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: بلغنَا أَن عمر ﵁ كَانَ ينشد فِي طَرِيق مَكَّة:
(كَأَن راكبها غُصْن بمروحة ... إِذا تدلت بِهِ أَو شَارِب ثمل)
ثمَّ قَالَ لنا أَبُو عَمْرو: المروحة بِفَتْح الْمِيم: الْموضع الْكثير الرّيح، والمروحة بِالْكَسْرِ مَا يتروح بِهِ.
وَهَذَا الَّذِي أَصله أهل اللُّغَة من كسر الْمِيم فِي أَوَائِل أَسمَاء الْآلَات المتناقلة المصوغة على مفعل ومفعلة، هُوَ عِنْدهم كالقضية الملتزمة وَالسّنة المحكمة، إِلَّا انهم أشذوا أحرفا يسيرَة مِنْهُ، ففتحوا الْمِيم من منقبة البيطار، وضموها فِي مدهن ومسعط ومنخل ومنصل ومكحل ومدق، وَقيل فِيهِ مدق بِالْكَسْرِ على الأَصْل،

1 / 188