درّه ثمینه
الدرة الثمينة في أخبار المدينة - ط بحوث المدينة بالحواشي
پژوهشگر
د. صلاح الدين بن عباس شكر
ناشر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
محل انتشار
السعودية
٢٣ - وَذَكَرَ البخاريُّ في صحِيحِه، أَنَّ النَّبيّ ﷺ لَمَّا ذَكَرَ هذا المنام لأَصْحَابِهِ، هَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ مِنْهُمْ قِبَلَ المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قِبَلَ المدينة، فَقَالَ لَهُ رسول الله ﷺ: «عَلى رِسْلِكَ؛ فَإِني أرجو أَنْ يُؤْذَنَ لِي»، فَقَالَ أبو بَكْر: وَهَلْ ترجو ذلك - بأبي أنت وأمي -، قَالَ:
«نَعَمْ»، فَحَبَسَ أبو بكر نَفْسَهُ على رَسُولِ اللهِ ﷺ لِيَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ راحِلتيْن كانتا عِنْدَهُ الخَبَطُ (^١) أربعة (^٢) أشهر.
قَالَتْ عائشةُ ﵂: بينما نَحْنُ يومًا جلوسٌ في بَيْتِ أبي بَكْرٍ في نَحْرِ الظَهيرةِ، قَالَ قائلٌ لأبي بكر: هذا رسولُ الله ﷺ متقنعًا، في ساعةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتينا فيها، قَالَ أبو بَكْر: فِداك (^٣) أَبي وَأُمّي، وَاللهِ ما جَاءَ بِهِ في هَذِهِ الساعةِ إلا أَمر.
[قالت] (^٤): فَجَاءَ رسولُ الله ﷺ، فاستَأذَنَ فَأَذِنَ له، فَدَخَلَ، فَقَالَ النَّبيُّ ﷺ لأَبِي بَكْرٍ: «أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكْ». فَقَالَ أبو بَكْرٍ: إنَّما هُمْ أَهْلُكَ-بِأَبي أَنْتَ-.
قَالَ: «[فَإِنَّي] (^٥) قَدْ أُذِنَ لي في الخُروجْ». فَقالَ أبو بكر [٧/أ]: الصحابَة - بأَبي أَنْتَ وأُمي يا رَسُول الله -، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «نَعَمْ»، [قَالَ أبو بَكْر] (^٦): فَخُذْ
_________
(^١) الخَبَطُ محركة: ورق ينفض بالمخابط ويجفف ويطحن، ويخلط بدقيق أو غيره، ويُوْخَفْ بالماء فَتُوجَرُه الإبل. مادة (خبط). القاموس المحيط، ص ٦٦٤.
(^٢) في (د) زيادة (عشر) بعد (أربعة): وهو خطأ
(^٣) في (ج) و(د): (فدًا له) بدل (فداك)، والصواب المثبت.
(^٤) في المخطوطة (أ): (قال)، والصحيح (قالت) كما في باقي النسخ.
(^٥) سقط في (ج) و(د) ما بين المعكوفتين.
(^٦) ما بين المعكوفتين سقط من (ج) و(د).
1 / 100